محللون يرون بريق أمل في إكمال صفقة شاليط
من جديد يعود الأمل لإتمام المفاوضات بشأن صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، خاصة بعد إعلان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ترحيبها بالمبادرة الفرنسية لمعالجة الأمر.
ويرى مراقبون ومحللون أن الأمل ما زال موجودا رغم تعنت الاحتلال الإسرائيلي وتصعيده في الآونة الأخيرة ضد الفلسطينيين وخاصة ضد حركة حماس، واعتقاله العشرات من أبنائها ومؤيديها بالضفة الغربية.
وأكد ناصر اللحام -الخبير الفلسطيني بالشؤون الإسرائيلية- أن المفاوضات ليست كلها التي فشلت وإنما الجولة الأخيرة هي التي لم تنجح، مشيرا إلى أن الأمل بإتمام الصفقة ما زال قائما.
وقال إن أولمرت وحده هو من يتحمل فشل هذه الجولة، وإن من يقول ذلك هم الإسرائيليون أنفسهم. وأضاف "عاموس جلعاد موفد أولمرت إلى القاهرة قال ذلك لصحيفة معاريف الإسرائيلية قبل ثلاثة أسابيع وحمل أولمرت المسؤولية عن عدم تقدم المفاوضات".
ثلاثة سيناريوهات
واعتبر اللحام أن أولمرت بات في مأزق وليس حماس لإفشاله الصفقة وأن الفلسطينيين اعتادوا أن يكون لهم جيش من الأسرى بالسجون الإسرائيلية، "لكن الاسرائلييين لم يعتادوا بعد على أن يكون لهم جندي بالأسر العربي".
وأوضح أن هناك ثلاثة سيناريوهات متوقعة أولاها أن تتوقف المفاوضات إلى أجل غير مسمى أو أن تستكمل فورا وتتم خلال الأسبوعين القادمين إلى حين تسلم بنيامين نتنياهو الحكومة، أو أن يتولى نتنياهو الحكم فيغير الوسيط المصري بوسيط ألماني وتبدأ جولة جديدة من المفاوضات الجديدة.
واستبعد اللحام أن تبدأ المفاوضات بشأن شاليط في ظل حكومة نتنياهو من نقطة الصفر، وأن إسرائيل ستتابع التراكمات بهذا الشأن، وقال "حتى لو تغير الأشخاص، فجلعاد شاليط تحاول إسرائيل استعادته منذ ألف يوم، وبالتالي سيأتون لاستكمال السابق".
أما الدكتور محمود محارب -أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة القدس- فقد رأى أن إنجاز الصفقة ما زال موجودا رغم قصر الوقت، وأكد أنه لا يمكن لحماس أن تتنازل عن أسراها وأنه بالمقابل لا يمكن لإسرائيل بنهاية المطاف إلا الاستجابة لها، قائلا إن هناك مجالا للمناورة في إمكانية إبعاد بعض الأسرى إلى قطاع غزة أو للخارج "وهذا يمكن قبوله فلسطينيا"، ولكن المهم هو موافقة إسرائيل على مبدأ الإفراج عن 450 أسيرا سوية.
وحمل محارب إسرائيل المسؤولية عن فشل الصفقة، وأكد أن موقفها الرسمي "غير واضح إلى الآن".
ورأى المحلل السياسي طلال عوكل أن التفاؤل بالنجاح موجود رغم قلته، وأكد أن إسرائيل تتخذ من تعطيل الصفقة ذريعة للهجوم على حماس والتدخل غير المباشر بتعطيل الحوار، مشيرا إلى أنها تتعرض لضغوط كبيرة لإتمامها.
محلل إسرائيلي
من جهته أكد شلومو غانور المحلل السياسي ومراسل إذاعة صوت إسرائيل أن "تصلب" موقف حماس حال دون إحراز التقدم المطلوب وأدى إلى فشل المفاوضات، وقال إن المفاوضات التي أجريت أُسيء فهمها، معتبرا أن "العطاء كان من جانب الطرف الإسرائيلي فقط، وحماس لم تقدم شيئا بالمقابل".
ورغم ذلك لم ينف أن يكون الستار قد أسدل على المساعي بإتمام الصفقة، وطالب حماس بإعادة تقييم موقفها في ضوء الاحتمالات الواردة في الحسبان بالمستقبل، مشيرا إلى أنه وفي حال اعتلاء حكومة نتنياهو لا يمكن الإنجرار إلى الأسلوب الذي مارسته حكومة اولمرت بشأن الصفقة، "وستكون المفاوضات حول قواعد وأصول عمل جديدة".
وقال للجزيرة نت إن إسرائيل وافقت على الإفراج عن 320 أسيرا من المحكومين، والنظر في بقية الأشخاص وإمكانية إبعادهم إلى قطاع غزة أو للخارج، "كل ذلك كان ممكنا أن يكون بالطريق لولا تصلب حماس".
يشار إلى أن فصائل فلسطينية أسرت الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط منذ أواخر يونيو/حزيران 2006 وتطالب بالإفراج عن ألف أسير فلسطيني بينهم الأطفال والأسيرات و450 أسيرا من الأحكام العالية.