توجه أميركي أوروبي للحد من سلطة الرئيس الأفغاني
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن توجه أميركي أوروبي يهدف للحد من سلطات الرئيس الأفغاني حامد كرزاي عن طريق إنشاء منصب رئيس وزراء أو تنصيب مسؤول رفيع يمارس دورا تنفيذيا بكفاءة أكبر.
وأشارت غارديان إلى توصل كثير من المسؤولين الغربيين إلى قناعة بأنه لا يوجد بديل موثوق به للرئيس الأفغاني، وبأنه قد يفوز بالرئاسة مجددا في انتخابات أغسطس/آب المقبل.
وأوضحت الغارديان أن تعيين مسؤول تنفيذي في كابل سيناقش في إطار مراجعة الإستراتيجية الأميركية في أفغانستان، ضمن مقترحات أخرى تتضمن إعادة توزيع المسؤوليات بين سلطات الولايات والحكومة المركزية في كابل المتهمة بالفساد، بالإضافة إلى مقترح زيادة عدد الجيش والشرطة الأفغانية.
وأضافت الصحيفة أن الأنظار تتجه إلى تجاوز كرزاي وإضعاف سلطته عن طريق توجيه الموارد وتحويل الأموال مباشرة إلى المحافظات بدلا من الحكومة المركزية في كابل، في ظل ما وصفته بالفساد المستشري وضعف وعدم كفاء حكومة الرئيس الأفغاني.
التزامات وفساد
ونسبت الغارديان إلى دبلوماسي مطلع قوله إن "كرزاي لم يعد يفي بالتزاماته، وإذا أردنا الاستمرار بدعم حكومته، فلا بد من إدارتها بشكل سليم لضمان انخفاض مستويات الفساد، وليس زيادته بشكل مخيف".
وقال دبلوماسي آخر إنه تم إيجاد بدائل لكرزاي ولكن الفكرة طرحت جانبا، وأضاف أنه "لا يمكن للمرء أن يكون على يقين من أن البديل الجديد لا يتحول بشكل أسوأ بعشر مرات".
ومضت الغارديان بالقول إنه يتوقع أن يركز الرئيس الأميركي باراك أوباما على إستراتيجيته في أفغانستان بشكل عام، وإنه لن يخوض بالتفاصيل على العلن، وأضافت أنه سيحاول التأكيد للشعب الأميركي أن أفغانستان لن تكون مرتعا أو ملاذا آمنا لعناصر تنظيم القاعدة وحركة طالبان.
وأضافت أن أوباما بتقليصه الأهداف الإستراتيجية في الحرب على أفغانستان، إنما يتخلى عن الأهداف التي سبق أن أعلن عنها الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، والمتمثلة في سعيه لإيجاد ديمقراطية على النمط الأوروبي في آسيا الوسطى.
جيوش وخبراء
وقالت الغارديان إن إدارة أوباما تسعى لزيادة عدد قوات الجيش الأفغاني من 65 ألفا إلى 230 ألف جندي، وزيادة عدد الشرطة المحلية إلى ثمانين ألفا، وإلى إرسال المزيد من الخبراء المدنيين الأميركيين والأوروبيين للإسهام في إعادة إعمار البلاد، بالإضافة إلى زيادة المساعدات إلى باكستان لإقناعها بالتصدي للقاعدة وطالبان.
وقالت الصحيفة إنه لم تبرز بعد أي أسماء على السطح لتولي الدور الجديد، لكن واشنطن تولي اهتماما كبيرا للإصلاحي وزير الداخلية الأفغاني محمد حنيف أتمار.
وكان كرزاي أعلن الأسبوع الماضي عزمه مقاومة أي محاولات لإضعاف سلطته، وأشار بأصابع الاتهام إلى حكومة أجنبية بمحاولة إضعاف الحكومة المركزية في كابل، دون أن يسميها، وأضاف "تلك ليست وظيفتهم" وإن "أفغانستان لن تكون دمية بيد أي أحد".
ونسبت الغارديان إلى المبعوث الأميركي إلى أفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك قوله إن الإستراتيجية الجديدة في أفغانستان ستتطلب جهدا كبيرا، ونوه على أن الخسائر المدنية الضخمة تفرض تحديات جديدة في الطريق.