اتهامات بالتطبيع لمسؤول كويتي زار الضفة احتفاء بالقدس
جهاد أبو العيس-الكويت
أثارت زيارة رئيس جهاز الأمن الوطني الكويتي أراضي السلطة الفلسطينية للمشاركة في احتفالات القدس عاصمة للثقافة العربية جدلا كبيرا في الكويت، ووصف نواب سابقون وكتاب رأي الزيارة بأنها "اعتراف بسلطة العدو الذي أذن بالدخول"، إلى جانب كونها "تطبيعا غير مباشر معه".
وكان الشيخ أحمد الفهد -وزير النفط والإعلام الأسبق- تلقى دعوة للمشاركة في الاحتفالية التي اعتذر عن تلبيتها وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
ويرى محللون في الزيارة تطورا ملحوظا ورفعا لمنسوب التعاطي مع ما كان يوصف بالأمس بأنه من "المحرمات السياسية" معتبرين الزيارة بمثابة "عملية رصد لنبض الشارع الكويتي من جهة، ولتأكيد وجهة البوصلة الخارجية الكويتية وإعلان اصطفافها الصريح لصالح فريق السلطة في رام الله.
وتعد زيارة الفهد للأراضي الفلسطينية التي وصفها "بالتاريخية" الأولى من نوعها لمسؤول كويتي بهذا المستوى، والتي جاءت بعد زيارة سابقة قام بها اللواء جبريل الرجوب للكويت قبل نحو شهرين وقوبلت باستهجان شديد وصل حد المطالبة بمنعه من دخول البلاد.
دلالات رمزية
واستهجن النائب السابق وليد الطبطبائي الزيارة، واصفا إياها "بالتطبيع غير المباشر مع الكيان الصهيوني"، باعتبار أن الداخل إلى الضفة الغربية المحتلة والخارج منها يحتاج دون مواربة "لإذن وموافقة من سلطات الاحتلال الصهيوني وهو ما يعني اعترافا وإقرارا بسلطته واحتلاله".
وفي تصريح للجزيرة نت لفت الطبطبائي إلى ما للزيارة من دلالة رمزية باعتبار أن الشيخ الفهد "مسؤول رسمي كويتي ويمثل جهازا أمنيا حساسا برتبة وزير"، مشيرا إلى أن "الكويت حكومة وأميرا وشعبا يتبنون الخط المعارض لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الغاصب".
وأعرب عن خشيته من أن تؤدي هذه الزيارة إلى ما سماه "كسر حاجز التعامل مع العدو الصهيوني وفتح شهية مرضى النفوس للتعاطي والتعامل المستقبلي مع الإسرائيليين".
إحالة للنيابة
كما طالب النائب السابق فيصل المسلم الحكومة بأن تبين فورا ما إذا كان أحمد الفهد خالف القوانين الكويتية بمحاولة دخوله القدس وهي تحت الاحتلال الصهيوني أم لا. وإذا كان مخالفا هل ستقبض عليه فور عودته ويحال للنيابة؟ أم أنه كان منسقا معها وبالتالي ستكافئه بإرجاعه للوزارة ؟".
أما الكاتب سامي العدواني فتساءل عن "مغزى الزيارة وأهدافها في هذا الوقت بالذات"، مشيرا إلى استغرابه من طبيعة العلاقة التي باتت ملحوظة وظاهرة بين الشيخ الفهد ومسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية على نحو مفاجئ.
وقال العدواني للجزيرة نت "كنا نتمنى لو كانت الزيارة لغزة للتعرف على آلام أهلها بعد الحرب الهمجية، خصوصا إذا علمنا أن الدخول إليها لا يتطلب إذنا من سلطة الاحتلال، والتجول فيها يبقى بعيدا عن رحمة الحواجز الإسرائيلية المنتشرة في كل ركن وشارع في الضفة".
لكن سفير الكويت في الأردن الشيخ فيصل الحمود ذهب باتجاه تبرير مبدأ الزيارة بوصفها "داعمة ومؤكدة على عروبة القدس وهويتها"، مشددا في تصريح صحفي على أنها تأتي "مكملة لجهود تمتين العلاقة بين الشعبين الكويتي والفلسطيني".
وقال الحمود إن مشاركة وفد كويتي في فعاليات الإعلان الرسمي للقدس عاصمة للثقافة العربية "يدل على أن المدينة بقيت على الدوام في قلوب الكويتيين ومحط أنظارهم"، مؤكدا على مكانة القدس الخاصة وما يرمي إليه مدلول جعلها اليوم عاصمة للثقافة العربية وأهمية دعم هذا المدلول.
ولا تقيم الكويت التي تبنت مبادرة السلام العربية القائمة على مبدأ الأرض مقابل السلام أي علاقات تطبيعية مع إسرائيل، فيما كان ينقل عن أميرها الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح قوله إن بلاده ستكون آخر الدول العربية تطبيعا مع إسرائيل.