أميركا تسوّق إستراتيجيتها الأفغانية لدى حلفاء الناتو
عرض المبعوث الأميركي الخاص ريتشارد هولبروك لحلفاء بلاده في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ملامح الإستراتيجية الجديدة في أفغانستان، في وقت قال فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما إن القوة وحدها لا تكفي وهناك حاجة لإيجاد إستراتيجية خروج.
والتقى هولبروك في بروكسل الأمين العام للحلف ياب دي هوب شيفر ثم 26 من سفراء الناتو ومسؤولين أوروبيين رفيعين، بعد مؤتمرٍ عقد نهاية الأسبوع شدد فيه على وجهة نظر واشنطن القائمة على وضع باكستان في قلب الحل في أفغانستان، وهو حل يجب إشراك كل الجيران فيه بمن فيهم إيران والصين.
جهاز الشرطة
وتأتي المحادثات قبل مؤتمر حول أفغانستان في هولندا خلال أسبوع، وهي فترة يتوقع أن تعرف فيها الإستراتيجية الجديدة التي قال هولبروك إنها تركز أيضا على تطوير زراعات معاشية أخرى لإقناع المزارعين بترك زراعة الأفيون، وعلى تقوية الشرطة بدل زيادة العمليات القتالية، لتطوير جهازٍ وصفه بالحلقة الأضعف في السلسلة الأمنية في أفغانستان.
" |
وقبل الاتحاد الأوروبي العام الماضي تعزيز بعثة شرطة في أفغانستان ليصل قوامها إلى أربعمائة شرطي، وقبلت ست دول أوروبية الخميس استعمال قوة الدرك لتدريب الشرطة الأفغانية.
وأقر هولبروك بأن عدد 82 ألف شرطي أفغاني، كما خُطط له، غير كاف، لكنه قلل من شأن تقرير إعلامي تحدث عن خطط لإنشاء جهاز يضم أربعمائة ألف فرد.
القوة لا تكفي
وتشتكي عواصم غربية من الرئيس الأفغاني حامد كرزاي وتقول إنه ضعيف وإن حكومته فاسدة، لكن متحدثا باسم الحلف رفض بعد محادثات هولبروك وياب دي هوب شيفر التعليق على تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية مفاده أن الناتو يفكر في إنشاء منصب رئيس وزراء لتجاوز كرزاي.
وكان أوباما قال أول أمس في لقاء مع شبكة سي بي إس الأميركية إن "إستراتيجية خروج" من أفغانستان يمكن أن تكون جزءا من سياسة شاملة يكشف عنها قريبا، وتحدث عن أولويات ضرورية بينها "بناء القدرة الاقتصادية في أفغانستان" وتحدث عن حاجة محتملة "لتحسين جهودنا الدبلوماسية في باكستان".
وقال إن أولوية بلاده في أفغانستان التأكيد على أن القاعدة لا يمكنها مهاجمة الولايات المتحدة والمصالح الأميركية وحلفائها.
عرض حوار
وأمر أوباما الشهر الماضي بتعزيز القوة الأميركية في أفغانستان بـ17 ألف جندي, لمواجهة التردي الأمني وقتال طالبان، ولم يستبعد محاورة من سماهم معتدلي الحركة، لكن عرضه لقي رفضا فوريا من تنظيم جلال الدين حقاني المتحالف مع الملا عمر.
غير أن خبراء أمنيين يقولون إن القيادة الفعلية في التنظيم، وأفراده عموما من البشتون، انتقلت إلى نجله سراج الدين الذي أكد وجود صلات مع القاعدة، لكنه قال إنه لا يحتاج إلى دعمها.