مقتل جندي بدارفور والخرطوم تستدعي السفير الفرنسي

AFP/ (FILES) -- Zambian soldiers from the UN peacekeeping force sit atop an armoured personnel carrier at the UN base in Sudan's Abyei town after returning from patrol on May 23, 2008.

قوات حفظ السلام بدارفور تعرضت لثاني هجوم منذ بداية الشهر الجاري (الفرنسية-أرشيف)

قتل جندي من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في كمين نصبه مسلحون مجهولون بإقليم دارفور غربي السودان، في وقت استدعت فيه الخارجية السودانية سفير باريس لديها للاحتجاج على تصريحات فرنسية بشأن الرئيس عمر البشير.

وقالت متحدثة باسم هذه القوات إن ثمانية مسلحين أطلقوا النيران على أعضاء في قوات حفظ السلام بينما كانوا عائدين من دورية قرب بلدة نيالا في دارفور، مشيرة إلى أن رجال الدورية ردوا على إطلاق النار لكن المسلحين نجحوا في الفرار من مكان الحادث.

ويعد هذا الهجوم الثاني الذي يستهدف قوات حفظ السلام منذ إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الرئيس البشير في الرابع من مارس/ آذار الجاري بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور. وقد جرح أربعة من عناصر حفظ السلام في هجوم مماثل في التاسع من الشهر نفسه.


استدعاء

السودان طلب من فرنسا نفي تصريحاتها بشأن الرئيس البشير (الفرنسية)
السودان طلب من فرنسا نفي تصريحاتها بشأن الرئيس البشير (الفرنسية)

في هذه الأثناء استدعى السودان سفير باريس باتريك نيكولوزو وطلب منه تقديم تفسير لتصريحات نسبت للناطق باسم الخارجية الفرنسية جاء فيها أن باريس ستعترض طائرة الرئيس البشير في حالة سفره إلى الخارج، وأنها طلبت من قطر تنفيذ مذكرة اعتقاله.

وقال الناطق باسم الخارجية السودانية علي الصادق إن الوزارة طلبت من فرنسا إصدار بيان ينفى تلك التصريحات.

وكان مسؤولون سودانيون ذكروا في تصريحات صحفية أن الرئيس البشير سيغادر إلى الدوحة لحضور القمة العربية المقرر عقدها نهاية الشهر الجاري، مؤكدين أن الخرطوم لديها ترتيبات خاصة لضمان سلامة البشير.

رفض أممي
يأتي ذلك في وقت رفضت فيه الأمم المتحدة خطة البشير بتولي منظمات محلية سودانية توزيع مساعدات الإغاثة في دارفور، وقالت إنها لن تسمح بذلك.

وذكرت المتحدثة باسم الهيئة الأممية ماريا هوز أن مؤسسات الأمم المتحدة غير معنية بقرار البشير، مشيرة إلى أنه من غير المقبول السماح بمنظمات محلية لتوزيع مواد إغاثة أممية في حال استبعاد وكالات المنظمة عن هذه المهمة.

وأضافت أن الأمم المتحدة ستبقى تراقب عن كثب مسار عمليات الإغاثة في جميع الحالات الطارئة، مشددة على أن الهيئة ترى أن طرد منظمات الإغاثة الدولية سيكون له تأثير طويل الأمد على قدرة المجتمع الدولي والأمم المتحدة على تقديم الإغاثة في دارفور.

وكانت الحكومة السودانية طردت 13 منظمة غير حكومية أجنبية للمعونة الإنسانية من دارفور بسبب مزاعم تعاونها مع المحكمة الدولية في تحقيقها بشأن البشير.


اتفاق


قادة الفصائل المسلحة بدارفور بعد توقيع الاتفاق بالعاصمة الليبية (الفرنسية)قادة الفصائل المسلحة بدارفور بعد توقيع الاتفاق بالعاصمة الليبية (الفرنسية)
قادة الفصائل المسلحة بدارفور بعد توقيع الاتفاق بالعاصمة الليبية (الفرنسية)قادة الفصائل المسلحة بدارفور بعد توقيع الاتفاق بالعاصمة الليبية (الفرنسية)

وفي تطور آخر اتفقت خمسة فصائل مسلحة تعمل بدارفور في لقاء جمعها بالعاصمة الليبية طرابلس على ميثاق عمل للمشاركة بمحادثات ترعاها قطر لإنهاء النزاع بالإقليم بين حكومة الخرطوم وفصائل التمرد، وهو تطور يعبر عن تغير بمواقف هذه الفصائل التي رفضت المشاركة بجولات الحوار السابقة.

ووقع الميثاق الذي تم برعاية زعيم الجماهيرية معمر القذافي، كل من حركة جيش تحرير السودان (قيادة الوحدة) وجيش تحرير السودان برئاسة خميس عبد الله أبّكر وجبهة القوى الثورية المتحدة والعدل والمساواة (جناح إدريس أزرق ) وجيش تحرير السودان (وحدة جوبا).

واتفق رؤساء الحركات المذكورة بموجب هذا الميثاق على أن الحل السلمي المتفاوض عليه هو أفضل الخيارات، مؤكدين التزامهم بالدخول في مفاوضات ذات طابع وموقف موحد يعبر عن القضايا العادلة لأهل دارفور وبالتعاون في المجالين السياسي والعسكري وصولاً للاندماج الكامل.

وفي اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أكد الناطق الرسمي باسم حركة جيش تحرير السودان (وحدة جوبا) حيدر آدم محمد عبد الله توقيع الاتفاق، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.

ولكن عبد الله أكد جدية المفاوضات التي تجري بالعاصمة القطرية لإنهاء النزاع المسلح بالإقليم المضطرب.

وكانت الخرطوم وحركة العدل والمساواة وقعتا الشهر الماضي بالدوحة وثيقة تفاهم بشأن السلام بدارفور فتحت فيها فرصة أمام بقية الفصائل للانضمام لمحادثات السلام، حسبما أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.

المصدر : الجزيرة + وكالات