فجوة مفاوضات الأسرى تضيق بين إسرائيل وحماس

REUTERS/Israeli prison guards stand beside Palestinian prisoners as they wait in line before their release from Ofer prison outside the West Bank city of Ramallah
فلسطينيون قبل إطلاق سراحهم من سجن عوفر في أغسطس/آب الماضي (رويترز-أرشيف)

تبلورت ملامح اتفاقية محتملة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن إطلاق أسرى فلسطينيين مقابل إطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، وقال مراسل الجزيرة في القاهرة حسين عبد الغني إن معلومات تشير إلى أن الخلاف يضيق ليصبح محصورا في 25 سجينا تعترض إسرائيل على الإفراج عنهم بشكل كامل، وهم جزء من بين 450 من ذوي المحكوميات الطويلة وافقت إسرائيل على إطلاقهم من بين 1200 سجين تريد حماس فك أسرهم.

وحسب المراسل استغل الوفد الإسرائيلي وجود قيادات من حماس في القاهرة تشارك في الحوار الفلسطيني لحصر الخلاف على المساجين الـ25 وبينهم قياديون في كتائب القسام في الضفة الغربية، وهم مساجين وإن وافقت إسرائيل على الإفراج عنهم فإنها تشترط إبعادهم إلى خارج الأراضي الفلسطينية.

أيهود أولمرت اتهم حماس بالتشدد في مطالبها (الفرنسية)
أيهود أولمرت اتهم حماس بالتشدد في مطالبها (الفرنسية)

وتحدث موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إلى موقع مقرب من الحركة عن تقدم تحقق لكن ليس إلى درجة التوصل إلى اتفاق.

ونقلت صحيفة هآرتس عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله "يبدو أن حماس توافق على طرد خمسة مساجين فقط من قائمتها بينما تريد إسرائيل طرد العشرات".

لقاء استثنائي
وعقدت الحكومة الإسرائيلية لقاء استثنائيا لدراسة مفاوضات الأسرى وتقرير ما إذا كان سيُستمر فيها أو ترحل إلى الحكومة القادمة التي سيقودها بنيامين نتنياهو.

وحسب مراسل الجزيرة في الضفة الغربية وليد العمري، فقد دافع وزراء إسرائيليون عن صفقة تلبي مطالب حماس بالإفراج عن 450 أسيرا، وقال إن إيهود أولمرت -الذي اتهم حماس بالتشدد في مطالبها- يريد استعراض أسماء ليظهر أن ما تطلبه الحركة خطوطا حمراء لن تستطيع حكومته تجاوزها، لذا سيرحل الموضوع إلى الحكومة القادمة، وهو ما رجحه فعلا الوزير إيلي يشاي.

"العرض السخي"
واعتبر المراسل أن تكثيف المفاوضات نفسي بالأساس مفاده أن الحكومة القادمة لن تأتي بعرض "سخي" كالذي أتت به الحالية، رغم أن حكومة يقودها نتنياهو هي التي أفرجت عن مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين بعد محاولة اغتيال فاشلة استهدفت رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل.

وطالبت حماس إسرائيل بعرض واضح، وقال ممثلها في لبنان أسامة حمدان للجزيرة إن الحكومة الإسرائيلية عاجزة عن تلبية المطالب التي أعلنتها الحركة من اللحظة الأولى لأسر جلعاد شاليط قبل نحو ألف يوم.

أسامة حمدان: المبعوثان عملا على أساس أن حماس قد تقبل أي عرض قبل مجيء حكومة نتنياهو (الجزيرة-أرشيف)
أسامة حمدان: المبعوثان عملا على أساس أن حماس قد تقبل أي عرض قبل مجيء حكومة نتنياهو (الجزيرة-أرشيف)

وقال إن ما عرضه المبعوثان الإسرائيليان إلى مصر -وهما مسؤول ملف الجنود الأسرى والمفقودين عوفر ديكل ورئيس جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) يوفال ديسكين أمور- سبق أن رفضته حماس، وبدا أنهما عملا على أساس أنها قد تُضطر لقبول أي عرض قبل مجيء حكومة نتنياهو، في إشارة إلى تصريح أولمرت بأنها آخر فرصة لتحقيق اتفاق قبل رحيل حكومته.

لا تعهد واضحا
وأضاف أنه تم التوصل سابقا إلى اتفاق على إطلاق أربعمائة أسير دفعة أولى، لكن الجانب الإسرائيلي لم يقدم تعهدا واضحا وطالب بإبعاد بعض المعتقلين نهائيا عن الأراضي الفلسطينية ورفض الإفراج عن آخرين.

ونقلت صحيفة هآراتس عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله "يبدو أن حماس توافق على طرد خمسة مساجين فقط من قائمتها بينما تريد إسرائيل طرد العشرات".

وكان حديث أولمرت عن "تشدد" حماس في مطالبها متناقضا مع حديث التلفزيون الإسرائيلي أمس عن تقدم في المفاوضات.

وجعل أولمرت إطلاق سراح شاليط شرطا مسبقا لتهدئة أوسع تشمل إعادة فتح حدود القطاع وتسهيل مرور المساعدات لإعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة.

المصدر : الجزيرة + وكالات