صفقة تبادل الأسرى تثير جدلا متزايدا بإسرائيل
وديع عواودة-حيفا
أثارت صفقة تبادل الأسرى المقترحة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قدرا متزايدا من الجدل في الشارع السياسي الإسرائيلي, على خلفية ضغوط متزايدة لإطلاق سراح الجندي الأسير جلعاد شاليط.
وتفيد مصادر إسرائيلية بأن رئيس الحكومة إيهود أولمرت لن يطرح قضية صفقة التبادل مع حماس للتصويت، بل سيعرض أمام الوزراء ملابسات المفاوضات حولها.
وقال ديوان رئيس الوزراء في بيان إنه عقب الوضع الناشئ عن "تشدد حماس وتراجعها" بمفاوضات القاهرة، ليست هناك صفقة تبادل مطروحة، وإن الحكومة بالتالي لن تطرحها للتصويت.
وقد استهجن أحد الوزراء (فضل حجب هويته) في تصريح لهآرتس عقد الجلسة الاستثنائية رغم عدم التوصل لاتفاق تبادل. وقال إن الحكومة رفعت سقف التوقعات لدى الجمهور الواسع، وسرعان ما تبين عدم الاتفاق على أرض الواقع، داعيا إلى تأجيل جلسة الحكومة لموعدها المحدد الأحد المقبل.
حماس لم تتراجع
ونقلت هآرتس عن مصدر مصري "مقرب" من المفاوضات قوله إن حماس لم تتراجع ولم يطرح مواقف جديدة، وتابع "طيلة المفاوضات كانت هناك هوة بين الطرفين ولم يكن من السهل ردمها بيومين".
كما أكد الوزير (رئيس الموساد سابقا) داني يتوم أن حماس لم تغير مواقفها، ونفى مزاعم إسرائيلية حول قيامها بمحاولات ابتزاز باللحظة الأخيرة.
يُذكر أن رئيسي المخابرات (شاباك) السابقين عامي أيلون وكرمي جيلون يؤيدان الاستجابة لمطالب حماس لاستعادة شاليط، عملا بمبدأ يعتمده الجيش حول استعادة الأسرى وإسعاف الجرحى وخوفا من ارتفاع الثمن مستقبلا.
خيار عسكري
في المقابل قال رئيس مجلس الأمن الوطني الجنرال عوزي ديان للإذاعة ذاتها إن إسرائيل تذل نفسها وترتكب خطأ فادحا بمجرد إجراء مفاوضات مع حماس بدون طرح خيار عسكري، بينما دعا الوزير رافي إيتان لفحص إمكانية استخدام القوة.
وينتظر تنظيم مظاهرة أمام مقر الحكومة تدعو للمصادقة على صفقة التبادل خوفا من تكرار سيناريو رون أراد, بينما تعارض ذلك مظاهرة ثانية تنظمها رابطة العائلات الثكلى التي ترى بالصفقة إذلالا لإسرائيل وخطرا إستراتيجيا يهددها.
وكشف استطلاع أجرته يديعوت أحرونوت أن 69% من الإسرائيليين يؤيدون صفقة تشمل إطلاق مئات من الأسرى "المخربين القتلة" وطرد بعضهم خارج الأراضي الفلسطينية.
وتفيد الصحيفة بأن أولمرت سيبلغ الوزراء بأن الحكومة أبدت عرضا سخيا غير عادي خلال المفاوضات بغية استعادة شاليط، لكن مسؤوليته عن حراسة المصالح الوطنية دفعته للتوقف عند خطوط حمر لا يستطيع تخطيها.
وتوقع كبير المعلقين بالصحيفة نحوم برنيع أن تخرج إسرائيل خاسرة بكل الحالات, وأوضح أنه "من غير الممكن رهن حياة دولة بمصير جندي".
من جانبه قال وزير الصناعة والتجارة إيلي يشاي للإذاعة العامة إن حكومة أولمرت على ما يبدو لن تنجح بإنهاء قضية شاليط، وإنه على الحكومة القادمة التحرك بقوة.
ونقلت الإذاعة عن "أوساط سياسية عليا" اتهاماتها وزراء من بينهم وزير الدفاع إيهود باراك بالمسؤولية عن تشدد حماس بالمفاوضات، لقيامهم بزيارة خيمة الاعتصام التي نصبها ذوو وأصدقاء شاليط مقابل ديوان أولمرت.
وأوضح مدير جمعية أنصار السجين داخل أراضي 48 الأسير المحرر منير منصور للجزيرة نت أن حماس رفضت ضغوطات إسرائيلية لاستثناء بعض قيادات الأسرى منهم عباس السيد وعبد الله البرغوثي ومحمد حمادة وأحمد سعدات ومروان البرغوثي.