راجولينا يحتفل بالفوز بمدغشقر وتشكيك أفريقي بدستوريته

حصل زعيم المعارضة السابق بمدغشقر أندري راجولينا على دعم المحكمة العليا والجيش لتولي الرئاسة بعد تنحي الرئيس مارك رافالومانانا، واحتفل مع أنصاره بالفوز وسط تشكيك أفريقي بدستورية التغيير الذي حصل بهذه الجزيرة بعد شهرين من الاضطرابات الدموية.
وأعلن راجولينا (34 عاما) اليوم أمام حشد ضم نحو عشرة آلاف من أنصاره بساحة 13 مايو بالعاصمة أنتاناناريفو هزيمة "الدكتاتورية" وتعهد "بديمقراطية حقيقية" بهذا البلد كما تعهد بتقديم الرئيس المستقيل ومجهول الإقامة إلى القضاء.
كما تعهد بإطلاق السجناء السياسيين من كافة الأطياف، وتوجه لسكان الجزيرة (20 مليون نسمة) الذين يعانون ضغوطا كبيرة، قائلا إن سفينة محملة بالأرز وزيت الطعام في طريقها إليهم إلى جانب توقع وصول المزيد مستقبلا.
ووعد زعيم المعارضة بتخفيض أسعار المواد الغذائية وبيع طائرة الرئيس الجديدة التي كلفت الخزينة ستين مليون دولار، وإقامة مستشفيات بـ10% من قيمتها.
وكان رافالومانانا قد استسلم أمس للضغوط الممارسة عليه للتنحي عن منصبه بعدما فقد السيطرة على الحكومة والجيش، وقام بتسليم السلطة للجيش الذي قام بدوره بتسليمها إلى راجولينا رغم مناشدات الاتحاد الأفريقي عدم القيام بذلك.
المحكمة العليا
وأيدت المحكمة العليا اليوم في بيان بثته الإذاعة حق راجولينا في تولي الرئاسة، وحددت السبت موعدا لأداء القسم رغم مخالفة ذلك دستوريا لعدم بلوغه الأربعين. وينص القانون على تولي رئيس مجلس الشيوخ السلطة بعد استقالة الرئيس وتنظيم انتخابات في غضون شهرين.

وكان الاتحاد الأفريقي قد طالب أمس بالاحترام "الكامل" للدستور، لكن رفض الجيش تولي السلطة أمس الثلاثاء بحسب ما طالب به رافالومانانا يعني أن الاتحاد قد لا يعتبر ما حدث انقلابا، وهو ما كان سيعني تعليق عضوية مدغشقر.
واستنكر رئيس جنوب أفريقيا رئيس مجموعة تنمية الجنوب الافريقي (سادك) وهي تكتل تجاري إقليمي، تغيير السلطة بهذا البلد مما يبرز الصعوبات الدبلوماسية التي قد يواجهها راجولينا.
وقال كجاليما موتلانتي "لن تؤيد جنوب أفريقيا وسادك أبدا الانتقال غير الدستوري للسلطة من حكومة منتخبة ديمقراطيا بأي من الدول أعضاء المنظمة".
وخطت زامبيا خطوة إلى الأمام إزاء الوضع بهذه الدولة الواقعة في المحيط الهندي، حيث دعا وزير خارجيتها كيبينغا باندي في مؤتمر صحفي عقد بالعاصمة لوساكا اليوم إلى التجميد الفوري لعضوية مدغشقر في تجمع سادك والاتحاد الأفريقي بسبب ما اعتبره "تغييرا غير دستوري" فيها.
وفي تطور ذي دلالة، أمرت الخارجية الأميركية الأفراد غير الأساسيين بسفارتها في مدغشقر وجميع أفراد أسر العاملين بمغادرة البلاد نظرا لتصاعد الاضطرابات هناك، ونصحت في بيان صدر أمس رعاياها بعدم الذهاب إليها "بسبب استمرار الاضطرابات والمخاوف الأمنية".

هدوء حذر
وشهدت شوارع العاصمة أنتاناناريفو اليوم هدوءا حذرا بعد اضطرابات متقطعة قادها زعيم المعارضة ضد الرئيس بدعوى الفساد وسوء استخدام السلطة، وقتل خلالها نحو 135 شخصا.
ولحق التدمير جراء هذه الاضطرابات بقطاع السياحة الذي يدر 390 مليون دولار سنويا، كما أثارت قلق الشركات متعددة الجنسيات العاملة بقطاعي التعدين والنفط.
ولا يعرف مكان رافالومانانا الذي اتهمته المعارضة بالابتعاد عن هموم أغلبية السكان الذين يكافحون للعيش بأقل من دولارين يوميا.
ويرى محللون أن الزعيم المعارض الذي بلغ سدة الرئاسة يتمتع بدعم الرئيس الأسبق الذي يعيش بالمنفى ديدييه راتسيراكا وحلفائه, فيما أشار آخرون إلى أن فرنسا المستعمر السابق لهذا البلد أيدته ضمنيا.