الاتحاد الأفريقي يدعو لاحترام الدستور بمدغشقر

طالب الاتحاد الأفريقي بضمان سلامة رئيس مدغشقر المستقيل مارك رافالومانانا وأسرته والمقربين منه، وحذر خصومه السياسيين الذين استولوا على السلطة من أنه سيتخذ إجراءات صارمة في حال تدهور الوضع في البلاد ودعاهم إلى احترام الدستور.
وقال سفير بوركينا فاسو لدى إثيوبيا للصحفيين بعد اجتماع طارئ لمجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي في أديس أبابا "نحن نذكر بالتزامنا باحترام النظام الدستوري في مدغشقر وخصوصا عملية خلافة الرئيس" مضيفا بأن المجلس سيكون صارما في الإجراءات التي سيتخذها إذا تدهور الوضع عما هو عليه اليوم.
وأضاف برونو زيدويمبا أن المجلس سيعتبر تولي الجيش السلطة انقلابا، مشيرا إلى أنه سمع أن موضوع خلافة الرئيس قيد المناقشة في مدغشقر لكنه لا يعرف النتيجة بعد.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأفريقي قوله إنه يتعين على الجيش عدم تسليم السلطة إلى زعيم المعارضة.
وفي نيويورك أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه العميق حيال تطورات الأوضاع بعد استقالة رافالومانانا، ودعا في بيان أصدره مكتبه الصحفي جميع الأطراف المعنية بالعمل بمسؤولية لضمان الاستقرار بهذا البلد والنقل السلس للسلطة عبر الوسائل السلمية.

انتقال السلطة
يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس رافالومانانا في بيان نقلته الإذاعة الوطنية حل الحكومة، وتسليم السلطة لكي تتولى الحكم حكومة عسكرية.
وأشار معاونون للرئيس المستقيل إلى أن رافالومانانا غادر مقر إقامته على مشارف العاصمة أنتانا ناريفو، وهو الآن في مكان غير معروف.
وسارع زعيم المعارضة أندريه راجولينا إلى تولي السلطة على الفور ودخل مكتب رافالومانانا وسط العاصمة، في وقت نقل عن مسؤولين بالمعارضة أن راجولينا (34 عاما) سيتولى رئاسة سلطة انتقالية وأن المعارضة ستنظم انتخابات في غضون عامين، وستعيد صياغة الدستور لإقامة ما سموها "جمهورية رابعة".
وتزامن ذلك مع تأكيد مصادر عسكرية بأن قادة الجيش بمن فيهم الأدميرال هيبوليت راماروسون الذي سلمه الرئيس السلطة، سيؤيدون تولي راجولينا رئاسة البلاد.
وقال مسؤول عسكري كبير لرويترز أثناء الإعداد للمراسم إن قادة الجيش سيصدرون بيانا وسيقولون إنهم ضد تشكيل حكومة عسكرية، وإن السلطة ينبغي أن تسلم إلى راجولينا.
وفي السياق نقلت الوكالة نفسها عن رئيس الأركان العقيد أندريه ندرياريجاونا قوله إن يفضل تولي راجولينا رئاسة البلاد وليس الأدميرال هيبوليت راماروسون بعد تنحي رافالومانانا.
وأضاف ندرياريجاونا الذي كان يتحدث الأيام الأخيرة نيابة عن كل القوات المسلحة "إذا اخترنا الأدميرال فسنلقي بأنفسنا في أزمة أخرى".
وكانت المظاهرات التي نظمتها المعارضة واستمرت أسابيع قد خلفت أكثر من 135 قتيلا, فضلا عن إصابة السياحة بالشلل كما أضعفت قبضة رافالومانانا على السلطة.