مخاوف إسرائيلية من تعاظم اليمين المتطرف بعد الانتخابات

9/2/2009
وديع عواودة-حيفا
تتزايد المخاوف في إسرائيل قبيل الانتخابات الـ18 للكنيست من تمخضها عن تعميق عدم الاستقرار وتعاظم قوة اليمين المتطرف خاصة حزب "إسرائيل بيتنا".
واستنادا إلى استطلاعات الرأي المتتالية فقد تقلصت الهوة الكبيرة بين حزبي الليكود المعارض وكاديما الحاكم جراء نزوح أوساط إسرائيلية بعد الحرب على قطاع غزة باتجاه حزب "إسرائيل بيتنا" بقيادة أفغيدور ليبرمان.
ويحذر مراقبون من أن "إسرائيل بيتنا" يهدد الديمقراطية في إسرائيل ويحرجها في الحلبة الدولية بما في ذلك الولايات المتحدة جراء "أفكاره الفاشية" والمتطرفة رغم موافقته على تسوية تقوم على إقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية.
ويدعو الحزب -الذي سبق أن طالب رئيسه ليبرمان بقصف السد العالي بمصر والمنشآت النووية بإيران- إلى اشتراط مواطنة العرب في إسرائيل بولائهم لها كدولة يهودية.
كما يرى الحزب العرب خطرا أشد من المخاطر الخارجية، ويدعو برنامجه السياسي لترحيل قطاعات منهم للسلطة الفلسطينية مقابل المستوطنين ضمن اتفاقية تعديل حدود، إلى جانب تغيير نظام الحكم وجعله رئاسيا قويا.
ثمرة الإحباط
ويرى الكثير من المراقبين أن ليبرمان نجح في امتطاء موجة العداء المنفلت للعرب والكره للحاخامات وللمؤسسة الحاكمة الموصومة بالفساد والعجز، وباستثمار حالة الإحباط الناجمة عن فشل العدوان على غزة بتحقيق أهدافها علاوة على استقطابه أغلبية أصوات أبناء جلدته وهم المهاجرون من أصل روسي.
ويرى الكثير من المراقبين أن ليبرمان نجح في امتطاء موجة العداء المنفلت للعرب والكره للحاخامات وللمؤسسة الحاكمة الموصومة بالفساد والعجز، وباستثمار حالة الإحباط الناجمة عن فشل العدوان على غزة بتحقيق أهدافها علاوة على استقطابه أغلبية أصوات أبناء جلدته وهم المهاجرون من أصل روسي.
ويرفع "إسرائيل بيتنا" الذي بدأ طريقه كحزب المهاجرين الروس عام 1999، شعارات "شعبوية" أبرزها يتعلق بقدراته "الحصرية" في تأديب العرب ومعاقبة فلسطينيي 48 على مواقفهم السياسية المؤيدة لـ"الإرهاب" وحركة حماس، وعلى تصميمه اعتبار أعضائه أقلية قومية مع ما يترتب على ذلك من استحقاقات.
ويقول المعلق البارز في يديعوت أحرونوت نحوم برنيع إن الحرب على غزة التي شعر خلالها الإسرائيليون بشعور القوة والوحدة، أظهرت نتائجها أن "غلاف العظمة" يختبئ خلفه شعب خائف يتطلع لزعيم قوي "بلطجي" يصد أعداءه الحقيقيين والافتراضيين ويرون فيه عصا غليظا لترهيب العرب.

وينتقد زميله يارون لندن إحجام الأحزاب الكبرى عن مهاجمة "إسرائيل بيتنا" رغم تكشف حجم "الخطر" على الديمقراطية. ويوضح أن ذلك مرده ليس الحسابات الانتخابية والائتلافية فحسب بل هي حالة "الصمم" الملازمة لقادة الأحزاب الإسرائيلية.
وأضاف "علينا أن نستيقظ قبل فوات الأوان، فالخطر داهم على الديمقراطية وعلى علاقاتنا الخارجية".
"فزاعة"
بدوره يقول الكاتب الصحفي غدعون ليفي إن انكسار العلاقات بين العرب واليهود داخل إسرائيل مستمر منذ العام 2000.
وأضاف أن الإسرائيليين يرون في ليبرمان "فزاعة" لترهيب المواطنين العرب ومحاولة إخضاعهم وردعهم، فيحصد الكراهية المتفاقمة كما يحصل مع أحزاب مشابهة في أوروبا أمثال يورك هايدر في النمسا وجين ماري لابين في فرنسا وغيرها من حركات حليقي الرؤوس الأوروبية التي تصب جام غضبها على المهاجرين.
وفي تصريح للجزيرة نت أوضح ليفي أنه لا فرق بين كاديما والليكود وبين "إسرائيل بيتنا" من ناحية الأطروحات السياسية, معبرا عن أمله بنجاح زعيم الليكود بنيامين نتنياهو وليبرمان في تشكيل حكومة جديدة لنزع الأقنعة عن الوجه الحقيقي لإسرائيل.
وتابع "إذا شكلت زعيمة كاديما تسيبي ليفني وزعيم العمل إيهود باراك الحكومة سنشهد مرحلة جديدة من طحن الماء وتضليل العالم بوجود مفاوضات لكنها ستبقى عبثية".
وانتقد رئيس الدولة شمعون بيريز في تصريح للإذاعة العامة اليوم "التحريض" على العرب في الدعاية الانتخابية الراهنة، وقال إن "فلسطينيي 48 مواطنون متساوو الحقوق".
ويرجح المختص بالشؤون الإعلامية ياريف بن إليعازر في تصريح للقناة الثانية أن ليبرمان يمثل ظاهرة طارئة عابرة, مقابل مراقبين آخرين يرونه مرشحا واقعيا لرئاسة الحكومة مستقبلا.
المصدر : الجزيرة