محللون يستبعدون استمرار التهدئة بين إنجمّينا والخرطوم

9/2/2009
عماد عبد الهادي-الخرطوم
يبدو أن العلاقات السودانية التشادية على الرغم من التأكيدات التي ظلت تقطعها الخرطوم وإنجمّينا بمواصلة التهدئة، لن تتوقف عن التصعيد مرة تلو الأخرى بل إنها تعود من حين لآخر إلى مربع الاتهامات المتبادلة والانتقادات الحادة دون الرجوع إلى بنود ما تم الاتفاق عليه في مرات سابقة.
ولم يخيب الفريقان السوداني والتشادي توقعات المراقبين السياسيين الذين تكهنوا من قبل بعودة التراشق بين الدولتين دون انتظار لموقف الوسطاء لردم الهوة بينهما.
لكن المحللين السياسيين الذين فطنوا لمحركات الأوضاع في المنطقة لم يستبعدوا سرعة العودة إلى هذا المربع ما دامت هناك حركات مسلحة معارضة لكل من النظامين تنتشر في أرض الآخر.
وفي المقابل استغرب محللون آخرون فشل الخرطوم وإنجمّينا في المحافظة على ما تحقق من توافق وجد تأييدا من الاتحاد الأفريقي وبعض صانعي القرار الدوليين.
فبينما رأى المحلل السياسي محمد علي سعيد أن عودة الطرفين للخلافات من جديد نتاج لأزمة مستفحلة فشلت العاصمتان في احتوائها رغم ما للشعبين من علاقات متجذرة، اعتبر المحلل والخبير السياسي أمين مكي مدني أن هناك أيادي لا تزال تحرك الأوضاع في المنطقة لمزيد من المواجهات.
فبينما رأى المحلل السياسي محمد علي سعيد أن عودة الطرفين للخلافات من جديد نتاج لأزمة مستفحلة فشلت العاصمتان في احتوائها رغم ما للشعبين من علاقات متجذرة، اعتبر المحلل والخبير السياسي أمين مكي مدني أن هناك أيادي لا تزال تحرك الأوضاع في المنطقة لمزيد من المواجهات.

تنافر القيادتين
وأكد سعيد للجزيرة نت أن تنافر القيادتين في السودان وتشاد له الأثر المباشر في تدهور الأوضاع بين الدولتين من حين لآخر.
واستبعد حدوث انفراج في الأزمة بين الطرفين "ما دامت هناك معارضة للنظام التشادي في السودان ومعارضة لنظام الخرطوم في تشاد".
وأوضح أن كثيرا من المسؤولين في الدولتين ينتمون لقبائل بعض المتمردين على الجانبين "وبالتالي فإن مساعدة أي طرف للآخر ستدفع باتجاه اتهام الدولة كلها"، مستبعدا إمكانية تعايش النظامين.
أما المحلل السياسي مختار الأصم فقد نفى وجود هدنة أصلا بين الخرطوم وإنجمينا. وقال إن ما حدث بين الدولتين "هو مجرد طبطبة خارج الجرح وليست علاجا له"، مشيرا إلى أن الجرح بسبب معارضة النظامين لا يزال موجودا.
وأكد الأصم أن تشاد لا تزال تعتقد أن الخرطوم تسعى لقلب نظام الحكم فيها كما ترى الخرطوم أن إنجمينا لم تتوقف بعد عن تمويل الحركات المسلحة في إقليم دارفور "لأن الدولتين تسيئان الظن ببعضهما".
وأضاف في تعليق للجزيرة نت أن لكلا الدولتين إثباتات على الأخرى بدعم المجموعات المعارضة لها، مشيرا إلى أن كافة الاتفاقات الدبلوماسية ستظل سطحية دون معالجة جذرية.

تخدير مؤقت
ومن جهته اعتبر المحلل والخبير السياسي أمين مكي مدني أن الهدنة بين السودان وتشاد "عملية تخدير مؤقت لا تنفك تعود إلى سابق عهدها".
وأضاف للجزيرة نت أن كل نظام يعتقد عداوة الآخر له "وبالتالي يسعى من طرفه لحماية نفسه بدعم المعارضين لذلك الطرف"، مشيرا إلى أن الضغوط الدولية والإقليمية عادة ما تساهم في وضع اتفاقات غير مثبتة لا تصمد أمام أي تطورات.
المصدر : الجزيرة