تزايدت حدة التنافس بين الأحزاب الإسرائيلية في الانتخابات العامة التي ستجرى الثلاثاء. وتوقعت استطلاعات الرأي أن يتجه مزاج الناخبين إلى الأحزاب اليمينية ما يزيد من الشكوك حول جدوى جهود السلام مع الفلسطينيين التي تدعمها الولايات المتحدة.
وفيما أظهرت استطلاعات الرأي أن 20% من الناخبين الإسرائيليين لم يحسموا موقفهم بعد إزاء الانتخابات، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مواطنيه إلى التصويت في الانتخابات و"ممارسة حقهم الديمقراطي وأداء واجبهم".
وقال أولمرت في آخر اجتماع لمجلس الوزراء قبل الانتخابات "من المهم أن يكون هناك إقبال كبير لكي تعرف الحكومة التي سيتم انتخابها أنها تحظى بشرعية كاملة، من أغلبية حاسمة من سكان الدولة، لاتخاذ قرارات بشأن أهم القضايا التي تؤثر على مستقبلنا".
وتبدت حدة التنافس السياسي في ارتفاع وتيرة التصريحات الانتخابية خاصة فيما يتعلق بقضايا العملية السلمية في المنطقة والتعامل مع ملف المقاومة الفلسطينية والنظرة إلى الملف النووي الإيراني.
وقال زعيم حزب الليكوداليميني بنيامين نتنياهو إن حكومته في حال فوز حزبه بالانتخابات ستعمل على وقف "تهريب السلاح إلى غزة" ووقف إطلاق الصواريخ على حدود إسرائيل من قطاع غزة. وتعهد نتنياهو باتباع نهج صارم تجاه الخطط النووية لإيران.
الجولان والسلطةنتنياهو: لا جولان لسوريا ولا أرض للفلسطينيين (رويترز)نتنياهو: لا جولان لسوريا ولا أرض للفلسطينيين (رويترز)
وشدد نتنياهو على أنه في عهد حكومته المتوقعة لن يكون هناك حوار مع سوريا حول إعادة هضبة الجولان. وقال إن المفاوضات مع السلطة الفلسطينية بقيادة رئيسها محمود عباس ستتركز على القضايا الأمنية والاقتصادية ولن تبحث مسائل الحدود وتسليم أراض وعودة اللاجئين.
أما حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتشدد بقيادة أفيغدور ليبرمان فأكد في دعايته الانتخابية أنه سيشارك في "حكومة وطنية ترفض خريطة الطريق كما ترفض محادثات الانسحاب من الجولان" السورية المحتلة.
أما وزيرة الخارجية زعيمة حزب كاديما تسيبي ليفني فقد اختارت أن تبتعد عن خيارات قائد حزبها السابق أولمرت. وقالت إن "كل رئيس وزراء يختار طريقه"، في إشارة إلى رفضها الاتصالات التي أجراها أولمرت مع سوريا بوساطة تركية.
كما نوهت ليفني إلى عدم التزامها بتعهدات أولمرت أمام الفلسطينيين بإزالة 60 ألف مستوطن من الضفة الغربية وإعطاء السلطة الفلسطينية السيادة على بعض أجزاء من مدينة القدس.
من جهته اختار وزير الدفاع زعيم حزب العمل إيهود باراك أن يوجه الناخبين إلى المجال الذي يبرع فيه، وهو الجانب العسكري، والعزف على نغمة تحطيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال باراك إن مفاوضات إطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط جارية على قدم وساق، وإن ذلك سيشكل "لطمة قوية لحركة حماس"، مشيرا إلى جهود وقف تهريب الأسلحة إلى غزة التي يمكن أن تقدم مساهمة هامة بشأن قضية شاليط، حسب قوله.
توقع واستطلاعاتليفني نأت بنفسها عن تعهدات أولمرت بإجلاء مستوطنين وسيادة على جزء من القدس (الفرنسية)ليفني نأت بنفسها عن تعهدات أولمرت بإجلاء مستوطنين وسيادة على جزء من القدس (الفرنسية)
وأظهرت استطلاعات الرأي التي نشرت في الصحف الإسرائيلية الجمعة -وهي آخر الاستطلاعات قبل الانتخابات- اتجاه حزب ليكود اليميني المعارض إلى تحقيق فوز بفارق بسيط ضد حزب كاديما.
ووفقا لاستطلاعات الرأي الأربعة المنفصلة التي نشرت في صحف يديعوت أحرونوت ومعاريف وهآرتس وجيروزاليم بوست، يمكن لحزب ليكود توقع الفوز بما يتراوح بين 25 و27 مقعدا من مقاعد الكنيست الـ120، مقابل 23 إلى 25 مقعدا لحزب كاديما.
ومن المتوقع أن تحصل الأحزاب اليمينية التي تمثل الأقلية في الدورة الحالية للكنيست على أغلبية واضحة بالفوز بعدد مقاعد يتراوح بين 65 و67 مقعدا مقابل 53 إلى 55 مقعدا لكتلة اليسار بقيادة كاديما. ويعني هذا أنه حتى في حال نجاح ليفني في سد الفجوة مع نتنياهو وتحقيق الفوز، فعليها أن تتوقع مواجهة صعوبات كبيرة في تشكيل ائتلاف حاكم.