العدوان الإسرائيلي على غزة يبدد أحلام دلول

9/2/2009
لم يكن يدور في خلد الشاب مالك دلول بعد أن تعب وكد أكثر من 15 عاما، ليحقق حلمه في أن يكون صاحب أكبر وأول مصنع للألبان ومختلف مشتقاتها في القطاع، أن ذلك سيذهب أدراج الرياح في طرفة عين بفعل العدوان الإسرائيلي.
فقد استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي -أثناء عدوانها الأخير على قطاع غزة- مصنع دلول، بطائرات "إف 16″، وأحالته إلى ركام، إلا أن دلول وقف على ركام ذلك المصنع ليؤكد أنه سيعود من جديد أقوى من السابق وسيقدم للفلسطينيين "منتجات محلية الصنع ولن يستهلكوا أبدا منتجات الاحتلال" الإسرائيلي.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد دمرت أثناء الحرب على قطاع غزة 215 مصنعا وورشة صناعية شملت مختلف المجالات في الوقت الذي كان الاقتصاد في غزة يعاني تراجعا كبيرا بسبب الحصار.
ويقطن دلول في حي الصبرة في مدينة غزة، وقال وهو جالس إلى جوار حطام مصنعه "إني أمتلك أملا كبيرا بالمستقبل، إن الله معنا، لقد انتصرنا هنا (في غزة) وسننتصر في معركة إعادة البناء. بالرغم من حزني على ذلك فأنا لا أبالي. وسأعود لتشغيل ذلك المصنع".تبدأ قصة دلول قبل أكثر من خمسة عشر عاما وتحديدا في العام 1993، حيث كان يبيع الحليب للمواطنين ليعتاش بما يحصله من وراء ذلك، وخطرت في باله فكرة بالاستغناء عن منتجات الاحتلال من الألبان، فقرر أن يبدأ بالرغم من كل التحديات. واستطاع خلال تلك السنوات أن يبني مصنعا يحقق الحضور ويصبح من أشهر المصانع المعروفة في القطاع لكن الاحتلال كان له بالمرصاد.
إخلاء المنزل
" دمرت آلة الحرب الإسرائيلية في عدوانها الأخير على غزة 215 مصنعا وورشة صناعية طالت مختلف المجالات في الوقت الذي كان الاقتصاد بغزة يعاني تراجعا كبيرا بسبب الحصار " |
ويقول دلول عن ذلك "بينما كان العدوان الإسرائيلي على أشده. رن جهاز هاتفي النقال، فقمت بالرد: من المتصل؟ ويجيب المتصل: جيش الدفاع. ويجب إخلاء المنزل فورا".
كان هذا الاتصال كالصاعقة التي وقعت على دلول، ولم يجد حينها وقتا للتفكير في سبب تهديده، فهو مصنع مدني لإنتاج الألبان.
وعلى عجل جمع دلول أبنائه وأبناء إخوانه حيث يقطن في المنزل الذي يوجد فيه المصنع ست عائلات، وأخرجهم إلى الخارج، وبعد ثلاثة عشر دقيقة من الاتصال وفي ثلاث ثوان فقط سقطت ثلاثة صواريخ من طائرة "إف 16" على المصنع لتحوله إلى ركام وحطام.
حاول دلول تفقد مصنعه في محاولة لاستصلاح بعض المكنات الموجودة فيه، غير أن محاولاته باءت بالفشل، فالدمار لم يبق شيئا يمكن الاستفادة منه، ويقول عن ذلك "الاحتلال يستهدف هذا المصنع، لماذا؟، وأنا أقول الهدف فقط هو للتدمير، والتدمير فقط".
وأكد أنه في البداية استبعد أن تقصف قوات الاحتلال الإسرائيلي مصنعه، لأنه لم يشارك في مقاومة الاحتلال، إلا أنه وعلى الرغم من ذلك غادر المنزل في سبيل الاحتياط فقط، فكانت المفاجأة بتدمير منزله ومصنعه على مرأى عينيه.
الصواريخ تدك الأحلام
ويضيف دلول "رأينا الصواريخ وهي تسقط على المصنع، وبعد القصف أخذنا نبحث عن بعضنا البعض، ولم نعرف بعضنا أين، وبعد هذا القصف تشتت العائلة، فهذا في مدرسة. والآخر في بيت عند أقاربنا. وذلك استأجر. وهذا عند صاحبه وغيره، ولما رجعنا حاليا فنحن نحاول أن نستأجر منازل وشققا لنجلس فيها".
وإن كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت تعب دلول الطويل، فإن عزيمته كبيرة، ويقول عن ذلك "أنا لست يائسا وأريد أن أبدأ بالعمل حتى وإن عدت من نقطة الصفر".
وتابع "نحن متأكدون أن ضرب المصنع ليس له علاقة بضرب المقاومة. الموضوع اقتصادي وتخريبي بحت، وهم مهتمون أن نبقى سوقا لهم ويجلبوا لنا الألبان والسلع الأساسية ولا يريدون منا أن يستقل اقتصادنا ونصنع بأيدينا، وكثيرة هي النماذج في هذا المجال في منتجات الحديد والألبان والأوكسجين، وقبل هذه المرة دمروا مصنع للألبان في منطقة دير البلح".
المصدر : قدس برس