قصة حماس ومنظمة التحرير قبل أوسلو

تصميم عن كتاب المئذنة الحمراء لإبراهيم غوشة

 

محمد العلي-الجزيرة نت

ظل موقف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها في الفترة السابقة على اتفاق أوسلو الموقع عام 1993 غامضا وقابلا للاستغلال من قبل خصومها الفلسطينيين.

وأعطى إعراض الحركة عن الانضمام إلى مؤسسات السلطة الفلسطينية إلى ما قبل فوزها بانتخابات المجلس التشريعي عام 2006 بقليل مصداقية للرأي القائل إن حماس انضمت إلى مؤسسات السلطة -فقط- كي تهيمن عليها.

قبل أيام اتخذ هذا الرأي زخما جديدا عندما قال رئيس كتلة حركة التحرير االوطني الفلسطيني (فتح) في المجلس التشريعي عزام الأحمد للجزيرة إن حماس أعجز من أن تشكل بديلا لمنظمة التحرير الفلسطينية, وإنها "رفضت منذ بداياتها الانخراط في العمل الوطني الفلسطيني".

"
يشير غوشة في الفصل الثامن من الكتاب تحت عنوان (الفترة 1990 – 1991) إلى وصول دعوة أوائل عام 1990 من الشيخ عبد الحميد السايح -وهو رئيس المجلس الوطني الفلسطيني- وقتها يدعو فيها الحركة لأول مرة إلى حضور اجتماع في فندق القدس بعمان لدراسة معايير اختيار المجلس الوطني
"

هذا التصريح جاء في سياق الردود الكثيرة من قبل قادة فتح والمنظمة, على دعوة رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل إلى تشكيل مرجعية جديدة للفلسطينيين.

الناطق السابق باسم حركة حماس إبراهيم غوشة نقل رواية الحركة عن محاولة ضمها إلى منظمة التحرير الفلسطينية عام 1990 (أي قبل أوسلو ونشوء السلطة) في مذكراته التي نشرها مركز الزيتونة العام الماضي ببيروت تحت عنوان (المئذنة الحمراء).

دعوة السايح
يشير غوشة في الفصل الثامن من الكتاب تحت عنوان "الفترة 1990 – 1991" وبعنوان فرعي هو "حماس والعلاقة مع فتح والمنظمة" إلى وصول دعوة في أوائل عام 1990 من الشيخ عبد الحميد السايح -وهو رئيس المجلس الوطني الفلسطيني- وقتها يدعو فيها الحركة لأول مرة إلى حضور اجتماع في فندق القدس بعمان لدراسة معايير اختيار المجلس الوطني.

ويقول إن أعضاء المجلس التنفيذي للإخوان المسلمين (التي كانت لا تزال حماس في الأردن وقتها جزءا منها) التقوا لدراسة الدعوة.

ويضيف قائلا إن بعض أعضاء المجلس كانوا متشجعين للمشاركة وأنه هو شخصيا وحماس بعد تشكيلها رفضت الاعتراف بالمنظمة "على أساس أن هذه المنظمة لم تتشكل بانتخابات حرة ونزيهة وأن المنظمة اعترفت بالقرار 242 الذي يتنازل عن 78% من فلسطين وهو ما حدث في اجتماع المجلس الوطني الـ19 الذي عقد في الجزائر في 15/11/1988".

ويشير غوشة في مقطع آخر في صفحة 165/166 -بدون أن يوضح ماهية قرار المجلس التنفيذي- إلى أن بعض أعضائه وبينهم غوشة وعزت الرشق لجؤوا إلى تنفيذ فكرة مفادها:

"
يختتم غوشة حديثه بالقول إنه سلم المذكرة بنفسه إلى الشيخ السايح، وإن الأخير قال له إنه لن يتمكن من إعطائه كلمة قبل عرض الاقتراح على ياسر عرفات وهو ما انتهى كما هو معروف بعرض الأخير 18 مقعدا فقط أي 4% من أعضاء المجلس فرفض غوشة وأغلق الملف
"

تقديم مذكرة إلى المجلس الوطني الفلسطيني ورئيسه عبد الحميد السائح تؤكد "أننا لسنا ضد الدخول في المجلس الوطني الفلسطيني أو الدخول في منظمة التحرير, ولكن يجب أن يكون هذا المجلس منتخبا من الشعب الفلسطيني حيث وجد. وذكرنا أيضا أن من صلاحيات هذا المجلس أن ينظر في جميع القرارات والاتفاقيات التي عقدت أو تبناها المجلس الوطني أو منظمة التحرير ويكون رأي الأغلبية هو المقرر. وفيما إذا تقرر أن يرفض المجلس بعض القرارات بما فيها قرار 242 الذي اعترف بالكيان الصهيوني فهذا من حقه".

نسبة40%
ويمضي غوشة قائلا إن أصحاب المذكرة قالوا "في حال تعذر تنظيم انتخابات تنظيم اللجنة التنفيذية والمجلس لانتخابات حرة ونزيهة فإننا نطالب بأن نمثل في المجلس بنسبة لا تقل عن 40% من (أعضاء) هذا المجلس وفقا لشعبيتنا في الشارع الفلسطيني في الداخل والخارج وهذه النسبة لم تأت من فراغ بدون دراسة لأن جميع الانتخابات التي تمت في النقابات والجامعات الفلسطينية في الداخل والجمعيات الطلابية كانت تؤشر إلى أن حماس تحصد ما لا يقل عن 40% في ذلك الوقت".

ويختتم غوشة حديثه بالقول إنه سلم المذكرة بنفسه إلى الشيخ السايح، وإن الأخير قال له إنه لن يتمكن من إعطائه كلمة "فأنا سأعرضها على الختيار (ياسر عرفات) ونرى رأيه" وهو ما انتهى كما هو معروف بعرض عرفات 18 مقعدا فقط على حماس أي 4% من أعضاء المجلس وهو ما رفضه غوشة مغلقا الملف.

المصدر : الجزيرة