بان يشيد بانتخابات العراق وصحوة الأنبار تلوح بالسلاح

3/2/2009
أشادت الأمم المتحدة الاثنين بانتخابات مجالس المحافظات في العراق والتي يتوقع ألا تعلن نتائجها الرسمية قبل أسابيع, ووصفتها بالديمقراطية والشفافة رغم ما اعتراها من تجاوزات زيادة على حرمان عشرات الآلاف من التصويت.
لكن النتائج الأولية غير الرسمية التي أظهرت تقهقر الأحزاب الدينية وفي مقدمتها المجلس الإسلامي وتقدم الائتلاف الذي يقوده رئيس الوزراء نوري المالكي, أثارت غضب بعض الأطراف ومنها صحوة الأنبار التي لوحت بحمل السلاح إذا أُعلن فوز الحزب الإسلامي بالمحافظة.
وكان رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أعلن بمؤتمر صحفي السبت أن نسبة المشاركة بمجالس المحافظات بلغت 51%. وتقل هذه النسبة عن 55.7% التي سجلتها آخر انتخابات عام 2005. وأضاف أن 7.5 ملايين مواطن شاركوا بالاقتراع من جملة 14 مليونا وتسعمائة ألف يحق لهم التصويت.
وجرت الانتخابات في 14 من محافظات البلاد الـ18، في حين استثنيت محافظات إقليم كردستان الثلاث أربيل ودهوك والسليمانية إضافة إلى كركوك المتنازع عليها.

شهادة أممية
وقال بان كي مون في بيان نشر ووزعه مكتبه إن انتخابات السبت الماضي "عززت الديمقراطية العراقية وأعطت دفعة لعملية المصالحة الوطنية". كما هنأ العراقيين بخلو الاقتراع من أعمال العنف, مشيدا بنجاح المفوضية العراقية العليا للانتخابات في تنظيم الاقتراع مثلما كان مخططا له.
وفي واشنطن أعلن البيت الأبيض في بيان أن الرئيس باراك أوباما تحادث عبر الهاتف مع الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس وزرائه بشأن انتخابات مجالس المحافظات التي كان رحب بها بحرارة الأحد.
وكان أوباما قد صرح الأحد بأن الولايات المتحدة في وضع يسمح لها بنقل المزيد من المسؤوليات إلى العراقيين على ضوء الانتخابات المحلية، وتقلص مستوى العنف.
ولم يمنع وصف الأمم المتحدة لانتخابات السبت الماضي بالديمقراطية اعتراض بعض القوى المشاركة فيها على النتائج الأولية، بحجة حدوث عمليات تزوير.

الصحوة تهدد
وفي هذا الإطار هدد قادة مجالس الصحوة بمحافظة الأنبار بحمل السلاح بعد إعلان الحزب الإسلامي بقيادة طارق الهاشمي (نائب رئيس الجمهورية) أنه حصل على أعلى نسبة من أصوات المقترعين بالمحافظة الواقعة غرب البلاد.
وقال رئيسه الشيخ أحمد أبو ريشة لرويترز, إن مجالس الصحوة وجهت تحذيرا لمفوضية الانتخابات بعدم السماح بحدوث تزوير. وأشار إلى أن مجالس الصحوة ستتحول من كيانات سياسية لجناح مسلح ضد مفوضية الانتخابات والحزب الاسلامي "بعد اكتشافها التزوير".
وقد توجه رئيس قائمة عشائر الأنبار في الانتخابات حامد الهايس إلى بغداد لتقديم احتجاج. وقال لرويترز إن المجالس ستحول شوارع الرمادي إلى نار في حال أُعلن فوز الحزب الإسلامي. وأضاف أن المجالس "ستجعل الأنبار مقبرة للحزب الإسلامي وعملائه من خلال شن حرب عشائرية ضدهم وضد من يتعاون معهم".
ويقول الحزب الإسلامي إنه جاء بالمرتبة الأولى, ويتوقع أن يظل في موقع السلطة بالمحافظة. ويوضح رئيس فرع الحزب بالفلوجة خالد محمد العلواني أن الحزب مقتنع بأنه حل بالمركز الأول في الأنبار، وسينشئ ائتلافا مع أي كيان يريد العمل معه.
وفرضت السلطات حظرا للتجول ليل الاثنين بعد إطلاق مسلحين من الطرفين النار وسط الرمادي وخارجها.

استباق النتائج
وأضاف في بيان في أنه حقق تقدما في 11 من بين المحافظات العراقية التي أجريت فيها الانتخابات وعددها 14، ومن المتوقع أن يسيطر على ما بين 20 و25% من مقاعد مجالس المحافظات.
غير أن ما تضمنه بيان المجلس تناقض مع تصريحات الناطق باسم الحكومة علي الدباغ الذي أكد أن ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي يتجه لتحقيق انتصار ساحق بالمحافظات الجنوبية. وأشارت تقارير إلى أن حزب الحكيم فقد على الأقل خمس محافظات جنوبية من أصل 11 كان يسيطر عليها.
وقال مسؤول حكومي قريب من رئيس الوزراء إن ائتلاف دولة القانون فاز على ما يبدو بالمحافظات الجنوبية التسع جميعا إلى جانب شرق بغداد. وسلم عضو بارز بالتيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر بانتصار حلفاء المالكي فيما يبدو بالجنوب ومدينة الصدر التي تعتبر قاعدة التيار الرئيسية شرقي بغداد.
من جهته ذكر الناطق باسم جبهة التوافق سليم الجبوري أن الجبهة حصلت على المركز الأول بانتخابات مجالس المحافظات في ديالى وصلاح الدين والأنبار، إضافة إلى مقاعد جيدة في العاصمة.
وفي الموصل أفاد مصدر مقرب من اللجنة المسؤولة عن فرز الأصوات بمحافظة نينوى لوكالة أسوشيتد برس أن "ائتلاف الحدباء" الذي يضم بعض الأحزاب السنية حصل على 370 ألف صوت أي ما يوازي 40% من أصوات الناخبين.
واعتبر عضو البرلمان ظافر العاني أن هذه الانتخابات تعطي مؤشرا إلى ما يمكن أن يحصل خلال الانتخابات التشريعية المقررة العام المقبل، وأضاف أن أمام الخاسرين سنة واحدة فقط للتعلم من الدرس وتغيير إستراتيجياتهم "وهم يعرفون أين يقف العراقيون حاليا".

سفير أميركي
وقضى هيل الأعوام الأربعة الماضية بوصفه أكبر مسؤول أميريكي بالمحادثات متعددة الأطراف من أجل إنهاء البرامج النووية لكوريا الشمالية, ومساعدا لوزيرة الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادي. وفي وقت سابق عمل سفيرا لدى كوريا الجنوبية وبولندا ومقدونيا ومبعوثا خاصا بشأن كوسوفو.
المصدر : وكالات