غضب في بونتلاند على النازحين

أشعلت العمليات التفجيرية والاغتيالات التي شهدها إقليم بونتلاند بشرق الصومال في الآونة الأخيرة شعورا بالغضب تجاه النازحين من قبائل دقل وملفلي الذين يُتهمون بتدبير هذه العمليات.
وقال شهود عيان إن بعض هؤلاء النازحين بدأ بالفعل في الهجرة نحو جنوب البلاد بعد أن تعرضت ممتلكاتهم للنهب كما شهد إقليم بونتلاند مظاهرات غاضبة عليهم.
وقدم هؤلاء النازحون من الأقاليم الجنوبية الغربية للصومال إثر سقوط الحكومة المركزية عام 1991، واستقر بعضهم في الأقاليم الشرقية من بونتلاند حيث عملوا بالتجارة وأصبح لدى عدد منهم أعمال تجارية كبيرة.
وجرت اجتماعات بين حكومة الإقليم مؤخرا وزعماء قبائل دقل وملفلي في مدن جالكعيو وبوصاصو، حيث طالبت الحكومة بضرورة مواجهة هذه الأحداث بصورة مشتركة وبمساعدتها عبر الإبلاغ عن منفذي الهجمات.
من جانبه، نفى عبد الصمد سعيد وزير الأمن في حكومة إقليم بونتلاند وجود برنامج مؤسس يستهدف قبائل دقل وملفلي على خلفية الأعمال التي ارتكبت هناك، مشيرا إلى أن الحكومة ترى أن التفجيرات تستهدف الاستقرار والنظام في بونتلاند.
وفي تصريحات للجزيرة نت، أوضح الوزير أن ما تسبب في حالة الغضب وسط سكان الإقليم هو مقتل ثلاثة من أبناء الشرطة وإصابة سبعة آخرين في حادثة تفجيرية الأسبوع الماضي إضافة إلى مقتل أحد العلماء على يد مسلح.

أسباب سياسية
في الوقت نفسه عبر بعض سكان الإقليم للجزيرة نت عن اعتقادهم وجود أسباب سياسية خلف حالة التوتر الأمني التي ظهرت مؤخرا تتمثل في صراعات حول السلطة داخل حكومة الإقليم وتحديدا بين السلطات ومسؤولين تم عزلهم يحاولون خلق توتر أمني لأهداف شخصية.
ويقول والي إقليم شبيلي السفلي، عبد القادر شيخ نور وهو مسؤول ينحدر من الأقاليم الجنوبية الغربية، إنه لا يعقل أن تقوم القبائل النازحة بأعمال تضرها، معبرا عن اعتقاده بأن سبب التوتر يتعلق بخلافات بين سلطات بونتلاند ورئيس البرلمان الصومالي المنحدر من قبيلة دقل وملفلي حيث تعتقد السلطات بأنه يعيق محاولات نقل البرلمان إلى بونتلاند.
أما الحزب الإسلامي الصومالي الذي يقاتل حاليا الحكومة الانتقالية التي تسيطر جزئيا على العاصمة الصومالية مقديشو، فقد وصف التطورات الأخيرة في بونتلاند بأنها أمر خارج عن نطاق التقاليد الصومالية وعبر مسؤول العمليات بالحزب شيخ محمد عثمان عروس عن شكوكه في وقوف أياد خارجية خلفها مؤكدا أن مثل هذه الأوضاع تصب في مصلحة مخططات استعمارية لتمزيق الصومال.
يذكر أن حكومة إقليم بونتلاند اتهمت مرارا حركة الشباب المجاهدين التي تقاتل هي الأخرى الحكومة في مقديشو، بالتدبير لزعزعة الاستقرار في بونتلاند، علما بأن الحركة تتهم بدورها سلطات بونتلاند بالعمالة لإثيوبيا والدول الغربية، وألمحت مؤخرا إلى أنها ستوسع رقعة هجماتها نحو الإقليم الواقع شرقي الصومال.