تفاؤل أردني حذر بحكومة الرفاعي
20/12/2009
محمد النجار-عمان
أظهرت نتائج استطلاع للرأي العام بالأردن تفاؤلا حذرا بقدرة الحكومة الجديدة برئاسة سمير الرفاعي على إحداث إصلاحات سياسية واقتصادية.
وجاءت نتائج الاستطلاع الذي نفذه مركز الدراسات الإستراتيجية بالجامعة الأردنية وأعلنت نتائجه الأحد أن 64% يرون أن الحكومة قادرة على أداء مهامها، بينما قال 66% إن رئيس الوزراء سيكون قادرا على أداء مهامه، مقابل 61% نالها الفريق الوزاري الجديد.
وتشكلت حكومة الرفاعي الأسبوع الفائت، وضمت 28 وزيرا منهم 13 من الحكومة السابقة.
ولم يتوقع غالبية الرأي العام وقادته أن تنجح الحكومة في معالجة مشكلتي الفقر والبطالة، في حين أظهر الاستطلاع أن الوضع الاقتصادي بالمملكة يحتل أولوية لدى الأردنيين.
وكان أكثر من ثلثي المواطنين قالوا مطلع الشهر الجاري إن الحكومة السابقة برئاسة نادر الذهبي فشلت في حل مشكلتي الفقر والبطالة، وأظهرت نتائج رسمية أن معدل البطالة بالمملكة لعام 2009 بلغ 12.9%.
ويمر الأردن بأزمة اقتصادية، ظهرت جليا في ارتفاع عجز موازنة العام الجاري 68% مقارنة بالعام الفائت، بينما أقرت الحكومة السابقة موازنة بلغ العجز فيها نحو مليار دولار، إضافة لمديونية تجاوزت 13 مليارا قبل نهاية العام الجاري.
وفسر مراقبون وسياسيون التفاؤل الحذر لدى الأردنيين بتوقعاتهم بنجاح حكومات سابقة ما لبثت أن فشلت في أداء مهامها.
قدرة احتمال
ويرى رئيس وحدة استطلاعات الرأي بمركز الدراسات الإستراتيجية محمد المصري أن التفاؤل كان حذرا برغم أن هذه الحكومة تشكلت بعد حل مجلس النواب، وتوجيه كتاب ملكي يدعوها لإحداث تغييرات جذرية سياسيا واقتصاديا.
وقال للجزيرة نت "المواطن أثبت أن لديه قدرة على الاحتمال والتفاؤل إذا رأى أن النخبة السياسية تتحمل معه وتضبط الإنفاق وتحقق العدالة".
ويلفت المصري إلى أن تفاؤل الأردنيين بقدوم الحكومات بات أقل منذ عام 2003، ويشير إلى أن معدلات التفاؤل بالحكومات قبل ذلك زادت عن الـ70%، بينما تراوح الآن حول الثلثين أو أقل.
ويكشف الاستطلاع أن إقليم الجنوب هو الأقل تفاؤلا بقدرة الحكومة على أداء مهامها، حيث أظهر أن سكان هذه المنطقة لا يتوقعون نجاح الحكومة في تسعة بنود وردت بكتاب تكليف الحكومة من أصل 32 بندا.
وكان استطلاع أجري قبل أيام من رحيل حكومة الذهبي أظهر أن أقل من 50% من الأردنيين بالجنوب يعتقدون أن الحكومة كانت قادرة على أداء مهامها.
وبرأي المصري فإن هذه النتيجة تمثل "قنبلة موقوتة على الحكومة الانتباه لها" ويشير إلى أن أهل الجنوب سيمنحون الحكومة فرصة لأداء مهامها "لكنها بالتأكيد ليست فرصة مفتوحة".
الإصلاح السياسي
كما أظهرت نتائج الاستطلاع تحفظا لدى المواطنين وقادة الرأي على قدرة الحكومة على إحداث الإصلاح السياسي المنشود.
فبينما توقع 61% من قادة الرأي أن تنجح الحكومة في تحقيق الإصلاح السياسي، توقع 54% من قادة الأحزاب أن تنجح بهذه المهمة.
وكان لافتا للانتباه أن الاستطلاع أظهر أن ثلث المواطنين و7% من قادة الرأي العام لم يطلعوا بأي شكل على كتاب تكليف الملك عبد الله الثاني للحكومة.
ويفسر الوزير والنائب السابق الدكتور عبد الرحيم ملحس حالة "التفاؤل الحذر" لدى المواطنين بقدرة الحكومات على أداء مهامها بـ"قناعة الناس أن التغيير ليس بيد الحكومات وإنما في مكان آخر لا يتغير".
وقال ملحس للجزيرة نت "الناس متأكدون أن الحكومات لا تملك الإرادة وإنما دورها تنفيذي لسياسات محددة".
وبرأيه فإن "قناعة الناس ستتغير إذا تمت إزالة التعديلات عن 52 مادة من الدستور منذ عام 1952، وتم تغيير قوانين الانتخاب والأحزاب والاجتماعات العامة".
ويتابع "أكثر ما يقلق الناس اليوم هو الوضع الاقتصادي والعلاقة بين الأردنيين والفلسطينيين الذين يشكلون نحو نصف سكان الأردن".
المصدر : الجزيرة