القبائل وحرب التحالفات بصعدة

مسلحون قبليون يشارك في مواجهة الحوثيين

مسلحون قبليون مشاركون في الحرب على الحوثيين (الجزيرة نت)


عبده عايش-صنعاء
 
تبدو القبائل اليمنية في مناطق القتال بمحافظة صعدة شمال البلاد بين نارين، إما الوقوف إلى جانب قوات الجيش في التصدي للمتمردين الحوثيين، وإما مساندة الحوثيين في قتال القوات الحكومية.
 
وقد حسمت كثير من القبائل موقفها من التمرد وأعلنت دعم الجيش والتصدي للحوثيين، وأبرزها حاشد وبكيل، لكن بعض الشيوخ والقبائل في صعدة وحرف سفيان ساندوا الحوثيين.
 
وبالرغم من تأكيد محللين سياسيين أن إشراك القبائل في الحرب سيؤدي إلى نشوء ثارات وصراعات مسلحة قبلية، فإن السلطة تبدو حريصة على إثبات ولاء القبائل لها، والإثبات يكون بوقوفهم إلى جانب الجيش والتصدي للحوثيين.
 
وكان لافتا في بداية الحرب أن الرئيس علي عبد الله صالح قام أثناء زيارته لقوات الجيش المقاتلة في محور حرف سفيان، باصطحاب شيخ مشايخ قبيلة حاشد الشيخ صادق بن عبد الله الأحمر، إلى جانب شيخ مشايخ قبيلة بكيل الشيخ ناجي الشايف.
 

زعيل: هناك تنسيق مع القبائل
زعيل: هناك تنسيق مع القبائل

تعاون كبير

وأشاد القائد الميداني في الجيش اليمني العقيد عسكر زعيل بدور القبائل في صعدة في مواجهة المتمردين الحوثيين، وأوضح أنهم دافعوا عن قراهم وأراضيهم، وحافظوا على مناطقهم وأمّنوا الطرقات العامة، وأبدوا تعاونا كبيرا مع قوات الجيش والأمن.
 
وأكد في حديث للجزيرة نت أن القبائل تعرف أن الحوثيين هم امتداد للإماميين الذين أذاقوا الشعب الويلات، ولذلك قاموا بالتصدي لهم إلى جانب القوات المسلحة حتى لا يسمحوا بعودة التاريخ إلى الوراء.
 
وعن مدّ الدولة للقبائل بالسلاح لمواجهة الحوثيين، أشار إلى أن "القبائل تمتلك السلاح ولديها خبرة قتالية كبيرة، والدولة ترى أن دورهم مهم في الحفاظ على مناطقهم خالية من وجود الحوثيين، وهناك تنسيق مع القبائل التي تتصدى للحوثيين، وكل قبيلة تحدد لها مهمة في إطار منطقتها وأراضيها".
 
وأضاف "ما لم يكن معك أبناء المناطق والقرى من القبائل، فالمسؤولية تكون كبيرة على قوات الجيش، والقبائل خففوا كثيرا من العبء الواقع على القوات المسلحة التي تطارد وتلاحق المتمردين من منطقة لأخرى ومن جبل لآخر".
 
يتكئ على القبائل
كما يقول الدكتور محمد الظاهري أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء المختص بعلاقات القبيلة بالدولة في اليمن، إن النظام السياسي باليمن تاريخيا كان يتكئ على القبائل في تثبيت الحكم أو الثورة عليه أو التصدي للمعارضين.
 
الظاهري: السلطة تريد الاستفادة من البنية القبلية في صراعها (الجزيرة نت-أرشيف)
الظاهري: السلطة تريد الاستفادة من البنية القبلية في صراعها (الجزيرة نت-أرشيف)

وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أن القبائل اليمنية لها ثلاثة أنماط، فتارة تتحالف مع الحاكم ضد الحركات المناهضة، وتارة أخرى تكون مدخلا من مداخل التمرد على الحكم، وتارة ثالثة تكون متعايشة مع النخبة الحاكمة.

 
وفي حرب صعدة يبدو واضحا -بحسب الظاهري- نوع من التداخل بين المذهبي والسياسي والقبلي، ولا يمكن القول بشكل عام إن قبيلة ما تصطف مع الدولة في مواجهة الحوثيين وأخرى مع المتمردين.
 
لكنه أكد أنه عندما تفشل الحكومة في تنفيذ مطالب بعض زعماء القبائل، يرون مصلحتهم في الاصطفاف مع المعارضة حتى وإن كانت مسلحة كما في حالة الحوثيين ضد الحكومة.
 
الحدود القبلية
وأوضح أن بعض أحداث حرب صعدة تدور في أراض قبائل حاشد المحاذية لقبائل بكيل، وهنا يتم إحياء ما يسمى بالحدود القبلية بحيث يتم توظيف تكتل قبائل حاشد في اتجاه محاربة الحوثيين الذين يتحالفون مع بعض قبائل بكيل.
 
وقال الظاهري إن السلطة تريد الاستفادة من البنية القبلية في صراعها مع الحوثيين، ولذلك فهي تعمل على طلب ولاء القبائل وتجنيدها في خندق مواجهة الحوثيين الذين هم أيضا يستندون على القبائل في التمرد المسلح ومواجهة القوات الحكومية.
 
ولم يستبعد الظاهري أن يكون الحوثيون قد نجحوا في استمالة بعض شيوخ القبائل إلى جانبهم.
المصدر : الجزيرة