استنفار أمني وصالح يتوعد القاعدة

شددت السلطات اليمنية إجراءاتها الأمنية حول المرافق والمنشآت الحيوية في مختلف أنحاء البلاد تحسبا لعمليات انتقامية من تنظيم القاعدة بعد مقتل واعتقال العشرات من أنصاره, في الوقت الذي توعد فيه الرئيس علي عبد الله صالح التنظيم بمزيد من الضربات.
وقالت وزارة الداخلية في بيان إن الإجراءات تأتي تنفيذا لتوجيهات أمنية احترازية تحسبا لعمليات انتقامية قد يشنها تنظيم القاعدة كرد فعل على عملية أبين/أرحب الأخيرة.
وأضافت الوزارة أن توجيهات للقيادات الأمنية بالمحافظات شددت على التعقيب المباشر على النقاط الأمنية والحراسات والدوريات المختلفة, بالإضافة إلى تكثيف حملات منع السلاح بالمدن وزيادة اليقظة الأمنية في مناطق الحزام الأمني المحيطة بالمحافظات والمدن.
ضربات قادمة
وفي نفس السياق توعد الرئيس اليمني تنظيم القاعدة بمزيد من الضربات بعد عملية الخميس التي أسفرت عن مقتل 34 من عناصره وأسر 17 آخرين.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن صالح رأس مجلس الدفاع الوطني واتخذ عددا من القرارات سواء في ما يتصل بتنظيم القاعدة أو مواجهات صعدة بين الجيش وعناصر الحوثيين, والتصدي لمحاولات العبث بأمن ووحدة البلاد في إشارة لقوى الحراك الجنوبي.

وأشار الاجتماع إلى أن عملية أبين/أرحب مثلت "ضربة استباقية قاصمة للعناصر الإرهابية التي كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية وانتحارية تستهدف الإضرار بأمن الوطن والمواطنين". كما جدد تأكيده أن اليمن سيواصل جهوده لمكافحة "الإرهاب" وملاحقة عناصر القاعدة.
كما أعلنت وزارة الدفاع أن حصيلة الاعتقالات في صفوف تنظيم القاعدة تجاوزت 30 معتقلا خلال اليومين الماضيين في قرية سلم بمديرية أرحب القريبة من صنعاء.
وبدوره أعلن المتحدث باسم السفارة اليمنية بواشنطن محمد الباشا أن نائب قائد تنظيم القاعدة باليمن محمد الكاظمي قتل في الغارة. وأضاف أن قائد التنظيم بالبلاد قاسم الريمي نجا من الهجوم.
وجاءت تلك التطورات فيما شهدت محافظات يمنية عدة مظاهرات للتنديد بسقوط عشرات المدنيين خلال القصف الجوي في محافظة أبين جنوبي البلاد.
وطالب المتظاهرون من كل من الضالع وأبين ولحج بمحاكمة المتسببين في العملية العسكرية. كما طالبوا بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في الهجوم.
دعم أميركي
من جهة أخرى كشف مسؤولون أميركيون أن الولايات المتحدة قدمت قوة نارية ومساعدات عسكرية أخرى لليمن في شنه الغارات ضدّ مخابئ ومعسكرات تدريب القاعدة.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين لم تكشف عن أسمائهم قولهم إن الرئيس الأميركي باراك أوباما وافق على تقديم الدعم للعمليات العسكرية بعد تلقيه طلبا من الحكومة اليمنية.
وهدفت المساعدة، حسب الرواية الأميركية، إلى دعم اليمن في منع القاعدة من تصعيد عملياتها ضد الأميركيين وضد أهداف أجنبية في البلاد.
ورفض المسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تقديم تفاصيل عن الهجوم الذي -وفق قناة أي بي سي نيوز- استخدمت فيه صواريخ أميركية. وقد اتصل أوباما بنظيره اليمني وهنأه بالهجوم على "القاعدة".
نفي

وقد نفى المتحدث باسم السفارة اليمنية في واشنطن في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس أن تكون الولايات المتحدة قد أطلقت الصواريخ في هذا الهجوم.
وكانت السلطات اليمنية قد أعلنت الخميس أنها قتلت 34 عنصرا من تنظيم القاعدة على الأقل في أوسع هجوم من نوعه منذ سنوات.
وقالت في بيان إن قواتها الأمنية نفذت بدعم جوي "عمليات استباقية مزدوجة وناجحة" ضد ما سمتها "أوكار تنظيم القاعدة" في محافظة أبين (480 كلم جنوب شرق صنعاء) وأرحب (شمال شرق صنعاء) وأمانة العاصمة.
لكن شهود عيان قالوا إن 60 شخصا معظمهم من المدنيين بينهم أطفال ونساء قتلوا في هذا الهجوم وإن 12 طائرة حربية تقريبا شاركت في الغارة، ونفوا أن تكون الغارة استهدفت معقلا للقاعدة، بينما قال مسؤول محلي إن عشرة من المشتبه في أنهم مسلحون قتلوا في الغارة. وقد التقطت كاميرا الجزيرة صورا من أبين تظهر ما خلفته الغارة.