احتلال الفكة يحرج القيادة العراقية
عادت العلاقات الدبلوماسية بين بغداد وطهران إلى التوتر كعادتها عبر الحقب التاريخية بعدما اخترقت القوات الإيرانية حدود العراق واحتلت إحدى آبار حقل الفكة النفطي بمدينة العمارة على الشريط الحدودي المشترك, لكن هذه المرة في تصادم مع حكومة يقودها زعيم شيعي مما يشكل إحراجا لقادة الأحزاب الدينية الشيعية المقربة من طهران.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عما وصفته مصادر تاريخية أن إيران كانت دائما تتحين الفرصة خلال مراحل ضعف العراق لترغمه على التوقيع على اتفاقيات لإعادة رسم الحدود بين البلدين لتخرج بمكتسبات على حساب العراق.
" سيكون قادة التيارات والأحزاب الدينية المقربة من إيران في وضع حرج مع قرب انطلاق الدعاية الانتخابية " |
ويبدو أن إيران تريد تكرار هذه اللعبة لاقتطاع أجزاء جديدة من الأراضي العراقية، مستغلة ضعف جبهته الداخلية رغم أن القوات الأميركية مازالت هناك منذ عام 2003 وحتى الآن.
ويبدو أن قادة التيارات والأحزاب الدينية المقربة من إيران سيكونون في وضع حرج مع قرب انطلاق الدعاية الانتخابية, حيث ستنشط الكتل العلمانية وتضع موضوع التدخل الإيراني للعراق بمقدمة برامجها, وستحث الجمهور للضغط على هذه التيارات لتبيان موقفها من احتلال أراض عراقية.
يقول أستاذ للعلوم السياسية بجامعة بغداد "أعتقد أن الاجتياح الإيراني للعراق سيشكل حرجا لأنصار ومحبي إيران في العملية السياسية لأن إيران عندما اختارت الحل العسكري لفرض سياسة الأمر الواقع لحل أزمة الحقول المشتركة أخطأت كثيرا وتسرعت وهي مطالبة بإعادة النظر في هذا القرار".
" |
وأشار فاضل إلى أنه ليس لدى العراق، منذ الغزو الأميركي عام 2003 وحتى الآن، قوات عسكرية قادرة على الدفاع أو صد أي هجوم عسكري خارجي بعد أن تم تجريد هذا الجيش من جميع وسائل الدفاع من قوات جوية إلى أسلحة دفاعية ثقيلة.
من جهته قال عضو بالبرلمان العراقي لوكالة الأنباء الألمانية "إن المواقف الإيرانية حيال احتلال بئر نفطية عراقية هي جزء من سياسة التسويف والمماطلة حتى تتمركز بالمنطقة، وهو مخطط معروف للهيمنة واحتلال العراق والتدخل بشؤونه الداخلية".
واعتبر النائب أسامة النجيفي أن إيران تريد أن تكون بديلا للقوات الأميركية التي تعتزم البدء في الانسحاب من العراق وفق توقيتات الاتفاقية الأمنية "ونحن بحاجة إلى رد فعل أميركي لوقف زحف الجيش الإيراني الذي بدأت طلائعه بالدخول إلى الأراضي العراقية لاحتلال الحقول النفطية".