إصلاحيو إيران في قم لتشييع منتظري

r_The body of Grand Ayatollah Hossein Ali Montazeri lies on a bed at his home as his relatives mourn before the burial in the holy city of Qom,120 km (75 miles) south of Tehran
جثمان منتظري مسجى في منزله بمدينة قم (رويترز)

قالت مواقع للإصلاحيين الإيرانيين إن الآلاف من أنصار آية الله حسين علي منتظري توجهوا إلى مدينة قم للمشاركة بتشييعه وسط استنفار لشرطة مكافحة الشغب مما قد ينذر بتحويل التشييع إلى استعراض قوة للمعارضة.

 
وتوفي منتظري (87 عاما) أمس السبت بسبب أزمة قلبية حسب وسائل الإعلام الحكومية في مدينة قم على أن يشيع غدا الاثنين في التاسعة بالتوقيت المحلي (5:30 بتوقيت غرينتش) بقم.
 
وأبلغ طبيبه التلفزيون الحكومي أنه كان يعاني من السكر لسنوات ويستخدم الأنسولين إضافة إلى معاناته من الربو ومشاكل في الرئة.
 
وذكر ناصر منتظري حفيد حسين منتظري أن جده توفي ليلا أثناء نومه وأن الناس بدؤوا التوافد لتقديم العزاء دون أن تتخذ أية إجراءات أمنية خاصة في محيط المنزل بقم.
 
وقال موقع "برلمان نيوز" إن الآلاف من أتباع منتظري اتجهوا من أصفهان ونجف آباد ومدن إيرانية أخرى إلى قم للمشاركة في التشييع، كما أشار موقع "تغيير" المقرب من رجل الدين الإصلاحي مهدي كروبي إلى أن آلافا أخرى من أنصار منتظري يتجمعون حاليا في طهران.
 

طبيب منتظري قال إنه يعاني من السكر والربو ومشاكل رئوية أخرى (الفرنسية)
طبيب منتظري قال إنه يعاني من السكر والربو ومشاكل رئوية أخرى (الفرنسية)

تجمهر الإصلاحيين

وأضاف أن شبكات الحركة الإصلاحية دعت أنصارها إلى التجمع في ساحة محسني كما أشارت تقارير أخرى إلى تجمع بعض الإيرانيين في ساحات أخرى بطهران.
 
وكان منتظري قد سمي لخلافة زعيم الثورة الإسلامية في إيران آية الله الخميني لكنه استبعده لاحقا بسبب الخلاف على التصفيات الجماعية للسجناء وآلت السلطة إلى مرشد الجمهورية الحالي علي خامنئي.
 
وبقي أقدم القادة الدينيين الإيرانيين تحت الإقامة الجبرية في منزله بين أعوام 1997 و2002 ولم يغادره لاحقا إلا ما ندر, لكنه بقي أقوى صوت معارض في إيران حتى مماته.
 
وذكر المحلل السياسي الإيراني المقيم بلندن باقر معين إن التشييع سيتحول إلى استعراض قوة للمعارضة الإصلاحية، مضيفا أن هذا الأمر قد يقلق السلطات.
 
وحول دلالة غياب منتظري نفسه قال معين إنه سيذكر بأنه الرجل الذي ضحى بالمنصب السياسي ليبقى محافظا على مبادئه, وأنه كان ملهما لرجال دين آخرين مؤيدين للإصلاح.
 
ومعلوم أن منتظري كان مقربا جدا من الخميني قبل الثورة، واعتقله الشرطة السرية التابعة لنظام الشاه عدة مرات، لكنه أصبح من أشد المنتقدين لسلطة رجال الدين الذين انقسموا إثر أول انتخابات برلمانية بعد الثورة التي قامت عام 1979.
 

منتظري وقف في جانب الإصلاحيين في الانتخابات الأخيرة (الفرنسية-أرشيف).
منتظري وقف في جانب الإصلاحيين في الانتخابات الأخيرة (الفرنسية-أرشيف).

وخلال شهر أغسطس/ آب الماضي حذر على موقعه الإلكتروني من أن نزول الشرطة إلى الشوارع لقمع المحتجين بعد الانتخابات يمكن أن يؤدي إلى سقوط النظام وشبه القيادة الدينية في إيران بالدكتاتورية.

 
إعلام الحكومة
وتتجاهل وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية في العادة أخبار منتظري لكن خبر وفاته تصدر نشرات الأخبار بعد ظهر اليوم.
 
وقالت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) إن "عناصر مندسة" في محيط منتظري و"بياناته التي كان أعداء الثورة يرحبون بها" كانت وراء قرار الخميني بإبعاده قبل نحو عقدين.
 
ووفقا لوكالة أنباء "فارس" فإن آية الله يوسف صانعي، المعارض لأحمدي نجاد والقريب من المعارضة الإصلاحية من القلائل من بين الصفوة الدينية الذين أعربوا عن حزنهم لرحيل منتظري.
المصدر : وكالات