رد إسرائيلي متضارب لدعوة الأسد

تضاربت ردود الفعل الإسرائيلية إزاء حديث الرئيس السوري بشار الأسد عن رغبته في استئناف مفاوضات السلام ما بين مرحب ومشكك. ففيما رحب وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بتلك الدعوة, قال نائبه متان فيلنائي إن حكومته لا تتعامل بجدية مع تصريحات دمشق.
وقال باراك في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية إن "سوريا حجر زاوية في أي اتفاق سلام إقليمي راسخ محتمل". وأضاف أن التوصل لمعاهدة سلام هو من مصلحة إسرائيل وسوريا.
واستطرد الوزير الإسرائيلي بقوله "أن يقف الرئيس السوري اليوم ويقول إنني مستعد للتفاوض مع إسرائيل وأن بلادي جاهزة للسلام فإن هذا بيان مهم لا يمكن تركه معلقا في الهواء".
ورغم ذلك فقد شدد باراك على أنه يوجد لدى تل أبيب شروط للسلام مع سوريا وستطلب ترتيبات أمنية ونصب أجهزة إنذار ومنطقة منزوعة السلاح في مرتفعات الجولان المحتلة.
دعم المقاومة

أما متان فيلنائي نائب وزير الدفاع فقال إن إسرائيل لا تتعامل بجدية مع تصريحات سوريا بخصوص استئناف محادثات السلام بين الجانبين.
وأشار فيلنائي إلى أنه من الصعب أخذ دعوات سوريا لإجراء مفاوضات مع إسرائيل على محمل الجد لأن "دمشق مستمرة بإرسال أسلحة إلى حزب الله في لبنان".
بدوره شكك وزير التعاون الإقليمي سيلفان شالوم بدعوة سوريا قائلا إنه يعتقد أن الرئيس السوري يعلن استعداده لاستئناف محادثات السلام مع إسرائيل للحصول على اعتراف دولي فقط.
وأضاف شالوم أن دمشق تعلن رغبتها في تحقيق سلام مع إسرائيل بينما تواصل دعمها لما وصفها بالجماعات الراديكالية مثل حزب الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
مساعدة أوروبية
وجاءت تلك التصريحات والتعليقات بعد أن أبدى الرئيس السوري بشار الأسد استعداد بلاده لاستئناف محادث السلام المتوقفة مع إسرائيل, داعيا الدول الأوروبية للمساعدة في هذا الشأن.
وقال الأسد بعد لقائه نظيره الكرواتي ستيبان ميسيتش في زغرب إن هناك تأييدا وطنيا في سوريا لاستمرار المحادثات بشرط وجود رغبة مماثلة لدى الطرف الإسرائيلي.
وامتدح الرئيس السوري الجهود التركية في هذه العملية، وشدد على أن وجود طرف ثالث يعد أمرا ضروريا في حال استئناف المحادثات.
وأضاف أن بلاده ستدعو الدول الأوروبية إلى مساعدة تركيا في هذه العملية ودعم جهود استئناف المحادثات من النقطة التي توقفت عندها.
ومن جهته قال ميسيتش إن المحادثات السورية الإسرائيلية المتوقفة يجب أن تستأنف، مشيرا إلى أن إعادة مرتفعات الجولان المحتلة إلى السيادة السورية مع ضمان أمن إسرائيل شرطان مهمان لنجاح هذه المحادثات.
محادثات ببريوني
من جهة أخرى ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن الرئيس الكرواتي عرض الأسبوع الماضي على الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن تعقد المباحثات بين دمشق وتل أبيب في جزيرة بريوني الكرواتية.
وقال مصدر إسرائيلي رفيع إن ميسيتش أبلغ نتنياهو عن قربه الشديد من الرئيس السوري, ناقلا إليه رسالة من الأسد مفادها أن سوريا معنية باستئناف المفاوضات مع إسرائيل.
وذكرت الصحيفة أن نتنياهو قال إنه مستعد لاستئناف المفاوضات مع سوريا من دون شروط مسبقة على أن تكون مفاوضات مباشرة.
وكانت سوريا وإسرائيل أجرتا العام الماضي محادثات غير مباشرة بوساطة تركية لكن دمشق جمدت الاتصالات احتجاجا على الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة أواخر العام الماضي.