تفاؤل بقرب تشكيل الحكومة بلبنان
أواب المصري-بيروت
قال بعض السياسيين اللبنانيين إن تشكيل الحكومة بات قاب قوسين أو أدنى، بل إن بعضهم حدد نهاية الأسبوع الجاري موعدا لإعلان التشكيلة الحكومية.
وتعكس هذه المواقف المتفائلة الأجواء الإيجابية التي خيمت على اللقاء الأخير الذي جمع رئيس الحكومة المكلف النائب سعد الحريري برئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون.
ورغم التكتم الذي حرص الطرفان على التزامه، رشحت تسريبات تشير إلى أن المباحثات باتت تتعلق بالتفاصيل بعد حسم موضوع أسماء الوزراء والحقائب الوزارية، على أن يستكمل البحث في لقاءات لاحقة للتوصل إلى صيغة نهائية، ولولا حصول هذا التقدم فإنها تكون "قطيعة"، حسب تعبير النائب عون عقب لقائه الحريري.
ويدلل المتفائلون على قرب تشكيل الحكومة بوقف الحملات الإعلامية بين قوى الأكثرية والمعارضة، والتصريحات الإيجابية التي يتبادلها كلا الطرفين.
وأكد عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب إدغار معلوف في حديث للجزيرة نت أنه لا عودة إلى الوراء، فالمباحثات التي تجري بين الحريري وعون جدية، وقد اتخذ الطرفان قرارا بعدم تسريب مضمونها حتى لأقرب المقربين حتى "لا تحترق الطبخة قبل نضوجها"، وكي يتسنى وصولها إلى نتائج إيجابية، وكي تترك حرية الحركة والتشاور مع الآخرين.
ولفت معلوف إلى أن الحريري يملك رغبة جدية وحقيقية لتشكيل الحكومة، وهو الآن معني بالتشاور مع حلفائه من المسيحيين الذين كانوا سيفيدون من تعثر الاتفاق مع التيار الوطني الحر، الأمر الذي كان سيمهد لحصولهم على حقائب وزارية أهم.
ولفت إلى أن القمة السعودية السورية كان لها تأثير إيجابي على حلحلة الأمور في لبنان، فلبنان من موقعه وعلاقاته بالخارج له مصلحة بحصول وفاق عربي، "ويكفي اللبنانيين أن يرفع الخارج يده عنهم ويترك الأمر لهم كي يحلوا مشاكلهم بأنفسهم".
مرحلة متقدمة
من جانبه قال عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري إن النقاش بشأن تشكيل الحكومة بات في الجزئيات، أي في مرحلة متقدمة عن ذي قبل، وهي انتهت من التباحث في الخطوط العريضة.
لكنه في المقابل أشار إلى أنه لم تحسم الأمور نهائيا وأن النقاش مستمر مع أطراف أخرى ومتعددة، وأكد أن القول إن بعض الأمور قد حسمت هي محاولة لتحميل رئيس الحكومة المكلف أعباء هو في غنى عنها.
وأضاف عمار أن منبع التفاؤل السائد في البلاد هو أن الحوارات التي يجريها الرئيس المكلف مع الأطراف المعنية باتت أكثر موضوعية، مستبعدا اعتذار الحريري، خاصة في ظل المناخ الإيجابي الذي ساد بعد انعقاد القمة السورية السعودية.
كما يعتقد المحلل السياسي جورج علم أن تشكيل الحكومة بات في المربع الأخير ولم تبق سوى اللمسات الأخيرة قبل إعلان التشكيلة الحكومية.
ونبّه علم إلى تأثير الخارج على مسار التشكيل، خاصة أن هذا الخارج لم يعد مفردا بل بات هناك "خارجان اثنان أو أكثر" حيث إن الصراع الخارجي تحوّل إلى صراع على الساحة اللبنانية.
ففي مقابل إقفال الخلاف السعودي السوري عبر القمة التي انعقدت مؤخرا تطرح أسئلة عن دور الولايات المتحدة الأميركية ومصر وإيران في المعادلة.
وعن إمكانية اعتذار الرئيس المكلف للمرة الثانية اعتبر علم أن الأمر رهن بتحرك المحور الأميركي الإسرائيلي الذي يمكن أن يضغط باتجاه العرقلة وإيجاد المزيد من العقبات عبر أطراف محليين.