ماكريستال: الوضع بأفغانستان خطير

1/10/2009
قال قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان إن التمرد في البلاد يتزايد وإن نجاح الحملة العسكرية هناك ليس مضموناً، كما حذر مسؤول روسي من أن الولايات المتحدة تخاطر بخسارة الحرب في أفغانستان إذا واصلت تكرار الأخطاء التي أدت يوما إلى فشل الغزو السوفياتي للبلاد.
فقد أقر الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال أمام المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن (ثنك-تانك) بأن "الوضع خطير وأنا أنتقي تلك الكلمة بعناية فائقة جداً. لا يمكن أن يؤخذ النجاح أو الفشل كأمر مسلم به"، مضيفاً أن "الوضع في بعض الأحيان متدهور ولكن ليس في كل الأحيان" وأن نجاح الجهد العسكري هناك لن يدوم للأبد.
وقال ماكريستال -الذي كان طلب نحو أربعين ألف جندي إضافي لمحاربة طالبان– إن القوات الأميركية ستكون في موقف أقوى متى قرر الرئيس باراك أوباما رفع حجم القوات العسكرية في أفغانستان، رغم تأكيده بأنه من الخطأ التسرع باتخاذ مثل هذا القرار.
ويذكر أن ماكريستال حذر في تقرير تسرب الشهر الماضي لوسائل الإعلام من أن القوات الأميركية والدولية قد تخسر الصراع في أفغانستان خلال عام دون مزيد من القوات.
وكان البيت الأبيض قال إن أوباما سيقرر في مسألة زيادة القوات بعد أن ينتهي من مراجعة الإستراتيجية الأميركية بشأن أفغانستان وباكستان، وبحسب مسؤولين فإن تلك العملية قد تستغرق أسابيع.
تحذير روسي
وفي هذا الإطار حذر السفير الروسي السابق في العاصمة الأفغانية كابل زامير كابولوف -الذي تولى مهامه في أفغانستان منذ الاحتلال السوفياتي للبلاد في فترة الثمانينيات- من أن الصورة القاتمة للوضع الحالي في أفغانستان تذكره بماضيه الدبلوماسي في البلاد.
وقال كابولوف -أمام مجموعة من الصحفيين الأربعاء في كابل قبيل مغادرته البلاد- إن الأخطاء التي وقع فيها السوفيات أثناء حربهم في أفغانستان والتي يرى أن الأميركيين يقعون فيها تمثلت بـ"إهمال السكان، والفشل في إقامة تعاون وطيد مع المجتمعات المحلية، وتركهم تحت تصرف العدو".
مقتل مدنيين
على الصعيد الميداني قالت القوات الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان في بيان لها الخميس إنها ما زالت تحقق لتحدد إذا ما قتل مدنيون في قصف جوي على مجمع في ولاية هلمند مساء الأربعاء.
وأضافت القوة إنها تلقت تقارير بأن نساء وأطفالاً قتلوا في القصف الجوي رغم تأكيدها أنها أطلقت قنبلة دقيقة التوجيه بعد "اشتباك مع المتمردين" الذين كانوا يقاتلون من داخل المجمع، حسب البيان.
وقد أكد زعيم قبيلة محلية في هلمند يدعى غلام محمد خان أن الغارة الجوية قتلت على الأقل ستة مدنيين هم مزارع وزوجته وأبناؤهما الأربعة، مضيفاً أنه قتل كذلك ثلاثة أجانب في المجمع لم يتمكن من معرفة جنسياتهم.

مدرعات بريطانية
من ناحية أخرى كشف قادة عسكريون بريطانيون أن قواتهم في أفغانستان لن تحصل على احتياجاتها من العربات المدرعة قبل نهاية العام المقبل، مؤكدين أن هذا النقص سيؤثر على قدراتها القتالية.
وبحسب صحيفة ديلي إكسبرس التي أوردت النبأ الخميس فإن هؤلاء القادة أقروا بأن نقص العربات المدرعة يعيق الدور الذي تلعبه القوات البريطانية على خط المواجهة مع طالبان، وأن بعض الجنود البريطانيين يصلون إلى الجبهة في هلمند دون أن يتدربوا على قيادة وصيانة العربات المدرعة الجديدة.
وينتشر في أفغانستان حالياً نحو تسعة آلاف جندي بريطاني معظمهم في ولاية هلمند، قُتل منهم 218 جندياً منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2001.
تحذير
وفي إطار آخر حذر المسؤول العام لتنظيم القاعدة في أفغانستان والرجل الثالث في التنظيم مصطفى أبو اليزيد من أن الآلاف من أبناء قبيلة "مسعود" التي ينتمي لها زعيم حركة طالبان في باكستان بيت الله محسود الذي لقي حتفه بغارة أميركية في أغسطس/آب الماضي سينتقمون لمقتله.
وقال أبو اليزيد -في تسجيل مصور تناقلته المواقع الإلكترونية الإسلامية الخميس وحمل عنوان "تعزية وتهنئة الأمة الإسلامية في استشهاد الأمير بيت الله محسود" وبلغت مدته ثماني دقائق- إنهم لن ينسوا دماء "البطل المغوار".
المصدر : وكالات