دعوات بلبنان لحماية حق العودة

أواب المصري-بيروت
دعا مشاركون في ندوة بالعاصمة اللبنانية بيروت إلى رفض الدعوات المنادية بتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول التي يقطنون فيها، واعتبروا عودة هؤلاء اللاجئين إلى أرض آبائهم وأجدادهم حقا لا يجوز التنازل عنه أو التفريط فيه.
وأقامت الندوة يوم أمس منظمة "ثابت" لحق العودة تحت عنوان "قضية اللاجئين وحق العودة في ظل المتغيرات الدولية ودعوات الاتحاد الأوروبي إلى التوطين"، وشاركت فيها فعاليات سياسية فلسطينية وأخرى لبنانية.
وقال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص في كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر إن حق العودة "حق بديهي من حقوق الإنسان في وطنه، ولا يجوز التنازل عنه".
وأضاف الحص أن دعوات بعض المسؤولين العرب إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين ببلدان اللجوء ومنحهم تعويضات مادية هي "دعوات للتخلي عن حق العودة"، الذي أكد أنه "يشكل خطوة واسعة نحو حل قضية فلسطين، ويكاد يختصر كل قضية فلسطين".

جلستا عمل
وشهدت الندوة جلستي عمل، الأولى قدم فيها أستاذ القانون الدولي الدكتور شفيق المصري ورقة حملت عنوان "دعوات توطين اللاجئين الفلسطينيين حاجة دولية للسلام أم خدمة للمشروع الأميركي الإسرائيلي في المنطقة؟".
وأشار المصري إلى "المخاطر الخارجية والداخلية التي تهدد حق العودة"، والتي ذكر من بينها "التقصير الدبلوماسي العربي عموما والفلسطيني بشكل خاص"، و"التراجع عن الدولة الفلسطينية المعلنة عام 1988 التي حظيت باعتراف العالم"، و"النتائج المؤسفة للانقسام الفلسطيني".
أما الجلسة الثانية فقدمها النائب اللبناني وليد سكرية وحملت عنوان "اللاعبون الأساسيون في تطبيق حق عودة اللاجئين على المستويات الفلسطينية والعربية والدولية"، واعتبر فيها أن عودة اللاجئين لها شروط سياسية وعسكرية يجب تحقيقها.
وقال سكرية إن العودة لن تتحقق إلا "بإيجاد الوضع الذي يفرضها، في ظل مساع تقوم بها الولايات المتحدة للسيطرة على الشرق الأوسط كجزء من سعيها للسيطرة على العالم".
وفي حديث للجزيرة نت قال مدير منظمة "ثابت" علي هويدي إن تسليط الضوء على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم "جاء للتأكيد على أن هذا الحق غير قابل للتفاوض أو للمساومة"، وأن الفلسطينيين "يريدون العودة إلى فلسطين وليس إلى أي مكان آخر".
ولفت هويدي إلى أن الحديث عن حق العودة في هذه المرحلة "بات ضروريا"، خاصة أنه "يتزامن مع زيارات مكوكية يقوم بها عدد من المسؤولين الدوليين" كالمنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل وآخرين.

اهتمام مفاجئ
وأضاف هويدي أن "هذا الاهتمام المفاجئ يهدف إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن لجوئهم، خاصة أن حق العودة بات يمثل جوهر الصراع العربي الإسرائيلي".
من جانبه أكد المدير العام لمركز العودة الفلسطيني -الموجود مقره بالعاصمة البريطانية لندن- ماجد الزير للجزيرة نت أن اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في أوروبا ما زالوا متمسكين بحقهم في العودة إلى بلادهم رغم بعدهم الجغرافي عنها، ورغم مرور أكثر من ستة عقود على تاريخ خروجهم من أرض فلسطين.
واعتبر الزير أن المشروع الغربي يفترض أن الفلسطينيين في أوروبا "سيكونون الشريحة الأسهل في التوطين وضرب حق العودة من خلال اعتبارهم مواطنين أوروبيين، إلا أن الجالية الفلسطينية في أوروبا تنظم باستمرار فعاليات تؤكد على التمسك بحق العودة".
وبدوره دعا الإعلامي رأفت مرة إلى استمرار "التركيز السياسي والإعلامي والشعبي على حق العودة ورفض التوطين والتهجير"، وتثبيت دور وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) و"دفعها لتحسين خدماتها"، والتنسيق مع الدول المضيفة للاجئين للتفاهم والاتفاق على تشكيل رؤية واحدة تقوم على التمسك بحق العودة.
وحث على "منع أصحاب مشروع التسوية من تمثيل الفلسطينيين أو إسقاط حق العودة أو التفاوض على مسألة اللاجئين، ورفض تجزئة ملفات اللاجئين، واعتبار قضيتهم محصورة بسكن أو إقامة".