هبّة شعبية لبنانية احتفالا بنصر المقاومة الفلسطينية بغزة

24/1/2009
نقولا طعمة-لبنان
توقفت الحرب على غزة، لكنّ الهيئات المختلفة اللبنانية والفلسطينية لم توقف تضامنها مع القطاع. في أوقات الحرب، هب الشارع اللبناني انتصارا لغزة، رافعا الصوت لوقف العدوان على أبريائها. وبعد توقف الهجوم تتواصل التحركات المحتفلة بانتصار المقاومة وفشل الهجوم في تحقيق أهدافه.
في بيروت، نظمت اللجان النسائية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والهيئات النسائية في حزب الله مهرجانا جماهيريا نسائيا تحت عنوان "غزة رمز العزة" وذلك في مجمع بلدية الغبيري الثقافي أمس الخميس.
استُهل الاحتفال بالقرآن الكريم تلاه النشيد الوطني اللبناني والفلسطيني ونشيد حزب الله، ثم قصيدة شعرية للفتاة الفلسطينية نور زعرورة التي تميزت بقوة أدائها ونبرتها المؤثرة.
ثم جرى عرض فيلم قصير يروي حكاية المقاومة الفلسطينية وبزوغ عصر انتصاراتها. وألقت أم إبراهيم عزّام كلمة اللجان النسائية في حركة حماس وجّهت فيها التحية إلى الشهداء الذين سطروا ملاحم البطولة وصنعوا النصر بدمائهم.

في القلب
ودعت في ختام كلمتها الأنظمة العربية إلى "إعادة حساباتها والاتعاظ من الدروس والعبر وعدم الغرق في بحر الزيف الصهيوني الأميركي".
مسؤولة الهيئات النسائية في حزب الله في بيروت خديجة سلّوم أكّدت في كلمتها أن "عيون الأحرار في لبنان والعالم شاخصة اليوم إلى فلسطين وغزة والقدس".
وقالت إن في فلسطين وغزة والقدس "من لم يتمكن أقوى جيش في العالم أن يتغلب عليهم سواء بحجرهم أو ببشرهم".
وأضافت "بالرغم من القتل والفتك والوحشية لم يتغلب على أطفال غزة ولا على شيوخها ونسائها ومقاتليها ولم تتحقق أمنية رابين بإغراقها في البحر".
واعتبرت سلّوم معركة غزة الهزيمة الثانية لإسرائيل في عامين ونصف بعد عدوان تموز 2006. وأكدت أن "معسكر المقاومة والممانعة والعزة والكرامة الإنسانية والإباء سيغلب معسكر أميركا ومعسكر الاستكبار والذل والقهر".

في كل لبنان
وكانت أيام الأسبوع شهدت تحركات مماثلة في مختلف المناطق، فقد نفذ تجمع من المؤسسات الاجتماعية والإنسانية ومؤسسات المجتمع المدني ورياض الأطفال الفلسطينية العاملة في لبنان، اعتصاما أمام مقر الأسكوا التابعة لمنظمة الأمم المتحدة في بيروت.
وحمل المشاركون صورا تظهر بشاعة المجزرة الرهيبة التي نفذتها طائرات الجيش الإسرائيلي ودباباته بحق الأطفال الأبرياء. كما نفّذ الحزب الشيوعي اللبناني أمسية تضامنية أمام مبنى الأسكوا وأضيئت أعداد من الشموع بعدد الشهداء الذين سقطوا في غزة، وألقيت فيه الأناشيد الوطنية وكلمات التضامن.
وبدعوة من التعبئة التربوية في حزب الله, نظم طلاب مهنية صيدا الرسمية اعتصاماً للتضامن مع غزة بمشاركة مختلف القوى الطلابية، عرضت فيه صور للمجازر الإسرائيلية.
وقام عدد من الطلاب برفع علم ضخم لفلسطين وضعت عليه صور للمجازر التي ارتكبت، وردد الطلاب المشاركين شعارات (الموت لإسرائيل، والموت لأميركا، وغزة حرة حرة إسرائيل اطلعي برة). كما تم حرق العلم الإسرائيلي.
وتحوّل الاحتفال الذي أقامه التنظيم الشعبي الناصري في صيدا في ذكرى استشهاد معروف سعد إلى مناسبة تضامنية مع غزة. وتحدث رئيس التنظيم أسامة سعد مؤكداً على أن الإنجاز العظيم والوحيد الذي تحقق مؤخراً هو انتصار المقاومة في فلسطين تماماً مثلما انتصرت المقاومة في لبنان سنة 2006.

مهرجانات تضامن
ونظمت الأندية الطلابية والثقافية في الجامعة اللبنانية الدولية (LIU) فرع صيدا، يوما تضامنيا مع أبناء غزة والشعب الفلسطيني، شارك فيه مدير الجامعة خالد مراد وممثلو مختلف الأندية وأعضاء الهيئتين الإدارية والتعليمية.
وتخللت الاحتفال أنشطة فنية وثقافية منوعة تعبر عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث عرضت صور من المجازر الإسرائيلية بحق أطفال غزة ورسوم ولوحات لعدد من الطلاب تجسد معاناة الشعب ومقاومته.
ورفع المتضامنون الأعلام الفلسطينية، بينما قدمت فرقة "القدس للفنون الشعبية" أناشيد وأغنيات وطنية من التراث الفلسطيني.
وفي صور، نظم منتدى صور الثقافي احتفالا في مقره. وألقيت كلمات أكدت على "دعم الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانب أهالي غزة والقطاع وتوفير كل ما يلزم لإعادة إعمار ما هدمته الآلة الوحشية الإسرائيلية".
المصدر : الجزيرة