حزب التحرير يناقش الصراع على اليمن في غياب الخلافة

ندوة حزب التحرير بصنعاء
عدد من قياديي حزب التحرير المشاركين في الندوة التي عقدت بصنعاء (الجزيرة)
 
 
عبده عايش-صنعاء
 
رغم كونه حزبا محظورا وليس مرخصا له قانونيا بالعمل السياسي، فإن حزب التحرير باليمن عقد الخميس ندوة سياسية بمناسية الذكرى الرابعة والثمانين لهدم دولة الخلافة، تمحورت حول "الصراع الدولي على اليمن".
 
وركزت الندوة على الأطماع الأميركية وسعيها لتمزيق اليمن، وعلى حقبة الاستعمار البريطاني لجنوب اليمن منذ احتلال عدن عام 1839، وما بعد خروجها واستقلال الجنوب عام 1967، مرورا بأحداث الوحدة وحرب عام 1994، وحرب صعدة.
 
وأكد الحزب في بيان ختامي للندوة أن الخلافة الإسلامية فرض رباني، وأنها مبعث عز المسلمين، وقاهرة عدوهم، ومحررة أرضهم، وهي منارة الخير والعدل في ربوع العالم.
 
ودعا النظام الحاكم في البلاد والرئيس علي عبد الله صالح أن يحكم بنظام الخلافة الإسلامية، وأن يلغي النظام الجمهوري المعمول به.
 
واعتبر أن اليمن مني بخسارة كبيرة سياسيا واقتصاديا، ومساحة بعد ترسيم الحدود( مع المملكة السعودية وسلطنة عُمان) كما تضرر الشعب اليمني من وضعه في سجن كبير.
 
ناصر اللهبي (الجزيرة نت)
ناصر اللهبي (الجزيرة نت)
وفي حديث للجزيرة نت، قال المسؤول الإعلامي ناصر اللهبي إن الحزب وجد استجابة لقول الله تعالى "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر".
إعلان
 
واعتبر مسألة عدم حصولهم على ترخيص من لجنة شؤون الأحزاب الحكومية ليس عائقا لهم في العمل، وقال إن لجنة الأحزاب وضعت شروطا قاسية عليهم "وهذه الشروط فيها ما يخالف الشرع، وفيها تقييد لعمل الحزب، ونحن لا نقر بها".
 
وبشأن إستراتيجيتهم لإقامة الخلافة الإسلامية، أشار اللهبي إلى كتاب "منهج حزب التحرير في التغيير" الذي يبين الطريقة التي يسيرون عليها، وأنهم ينتشرون حاليا في أكثر من خمسين دولة بالعالم الإسلامي ومنها اليمن.
 
كما أوضح أن إستراتيجيتهم تقوم على إيصال فكرته إلى الرأي العام وإلى الفعاليات المؤثرة في المجتمع "وخاصة أهل القوة وأهل النصرة من أجل أن ينصرونا في إقامة دولة الخلافة".
 
وفيما يتعلق بالفكر الثوري للحزب ودعوته للانقلاب على الأنظمة، قال اللهبي "لا نؤمن بالانقلابات العسكرية، ولكننا نؤمن بالانقلاب الفكري الشامل عن طريق الأمة، فإذا الأمة أوصلتنا إلى الحكم والخلافة، فليس لدينا مانع أن نستلم الحكم من الأمة وبالأمة".
 
رفض الشرعية
في المقابل انتقد الباحث بشؤون الجماعات الإسلامية د. أحمد الدغشي في حديث للجزيرة نت فكر حزب التحرير، ولفت إلى أنه محظور لسببين الأول أنه لا يعترف بالأنظمة الحاكمة كلها، والثاني لكونه فكرا ثوريا لا يعترف بأي شرعية.
 
أحمد الدغشي (الجزيرة نت)
أحمد الدغشي (الجزيرة نت)
واعتبر الدغشي أن "الحزب يحمل فكرة طوباوية فيها قدر هائل من الأمنيات لا تقوم على حقائق على الأرض، وهي مبدأ النصرة، حيث يعتقد أنه سيحدث تواصل لا شعوري أو بمجرد الطلب بين أي قيادة عسكرية تصل  إلى الحكم في هذا القطر وبين نظيراتها في الأقطار الأخرى وسيستجيبون تلقائيا وستقام دولة الخلافة".
 
وفي اعتقاده أن ثمة مشكلة في العقلية التي تدير الحزب وتركيبته "وهي عقلية تدعي بأنها مبرزة في السياسة، بينما يظهر ضعفهم في فهم السياسة، كما أنهم في تراجع ولم يحققوا شيئا منذ قيام الحزب عام 1953على صعيد هدفهم الغائي وهو إقامة دولة الخلافة".
إعلان
 
ورأى الدغشي أن أخطر ما في حزب التحرير هو ادعاؤه المشروعية والحقانية والدستورية له وحده، وفي حال أن حزبا إسلاميا أقرب ما يكون إلى فكرهم وصل إلى الحكم، فإنهم لا يميزون بينه وبين أي نظام علماني لأنه قد يخالفهم في جزئية، ولأنه لم يعلن نظام الخلافة.
المصدر : الجزيرة

إعلان