تفاؤل بعودة علاقة الأردن بحماس خدمة للمصالح المشتركة

عاطف دغلس-نابلس
بدأت بوادر عودة العلاقات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والأردن تتجلى, بعد لقاء جمع مسؤولين في حماس بمسؤول أمني أردني, بهدف إصلاح العلاقات التي تعكرت منذ عام 2006.
ويرى مسؤولون في حماس وخبراء أن من مصلحة حماس والأردن عودة العلاقات بينهما، مشيرين إلى أن حماس تبحث في ما يبعدها عن العزلة بينما يبحث الأردن عن استعادة مكانته ودوره في القضية الفلسطينية.
وأكد أحمد يوسف -المستشار السياسي لرئيس الوزراء في الحكومة المقالة إسماعيل هنية– أن عودة العلاقة بين حماس والأردن هي محاولة لإصلاح الفتور الذي طرأ على العلاقات بعد تشكيل حكومة حماس.
وقال يوسف في حديثه للجزيرة نت "نأمل أن تمهد هذه اللقاءات التي كانت على مستوى أمني الطريق للقاءات على مستوى سياسي أعلى"، مشيرا إلى أن حماس ترغب في أن يقوم الأردن بدور أكبر في تحقيق مصالحة بين الإخوة الفلسطينيين.

دور الأردن
وأضاف يوسف "نحن نسعى لإعادة العلاقة إلى ما كانت عليه من حميمية"، مشيرا إلى ضرورة مواصلة الجهد المشترك من أجل القضية الفلسطينية لتكون للأردن مساهمة في رفع الحصار ولمّ شمل الفلسطينيين.
وأكد المستشار يوسف أنه ليست هناك مشكلة حقيقية مع الأردن، متهما أطرافا معينة بافتعال مشكل تسبب في قطع التواصل بين الجانبين، مؤكدا دور الأردن الأساسي في تحقيق الوفاق الفلسطيني/الفلسطيني وعلاقاته مع الأميركيين، مما يؤهله للعب دور مهم في رفع الحصار وإنهاء العزلة المفروضة على الفلسطينيين.
وأشار يوسف إلى أن إسرائيل وأميركا تسعيان لإبقاء حالة القطيعة خدمة لأجنداتهما الخاصة، وأن أي خلل يتم في فلسطين ينعكس سلبا على الساحة الأردنية. ودعا إلى ضرورة أن يتحرك الأردن لتوظيف إمكانياته "لإنقاذ الحالة الفلسطينية ومحاولة تحصينها من الضغوط الخارجية".
وأشار يوسف إلى دور حركة الإخوان المسلمين بالأردن -المتمثلة بجبهة العمل الإسلامي- في تيسير إعادة هذه العلاقة، "فهم يدركون أنه ليست هناك أي مصلحة لحماس في تعكير الأجواء بالأردن أو غيره من دول الجوار".
وأشار إلى أنه من المبكر الحديث الآن عن زيارات رسمية بين الطرفين وفتح مكاتب للحركة بالأردن، مؤكدا أنها خطوة في الاتجاه الصحيح.

نتيجة المتغيرات
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري أن القطيعة أبعدت الأردن عن التأثير في الأوضاع الفلسطينية.
وقال للجزيرة نت "أصبحت هناك متغيرات تستدعي إعادة العلاقة، ومنها التهدئة بغزة والمتغيرات الإقليمية بين سوريا ولبنان وسوريا وإسرائيل والمتغيرات المحتلمة مع رحيل أولمرت وبوش، وبالتالي الأردن بحاجة إلى أن تكون له علاقة مع كل الأطراف ليلعب دورا أكبر، كما أن حماس بحاجة لاختراق العزلة المفروضة عليها عربيا ودوليا وكسر الحصار".
وأكد المصري أن "الأردن لم يعد يتوجس من حماس، وبما أن الحركة بحاجة إلى إصلاح ذات البين، فستعطي للأردن ما يطلبه وهو عدم التدخل في الشؤون الأردنية وفي موضوع الإخوان المسلمين".
وشدد المصري على قدرة الأردن على لعب دور الوساطة بين فتح وحماس، وإسرائيل وحماس وأميركا, مشيرا إلى تأثير محتمل لعودة العلاقة بين حماس والأردن على السلطة الفلسطينية بدرجة معينة.
ومنذ أسابيع قليلة عقدت عدة لقاءات في عمان بين مدير المخابرات الأردنية محمد الذهبي وأعضاء في المكتب السياسي لحماس منهم محمد نزال لبحث موضوع العلاقات بين الأردن وحماس.