العراق يتحفّظ على اتفاقياته الأمنية وزوار كربلاء يعودون

. AFP / Iraqi Army soldiers guard the main highway on August 17 2008 as Shiite Muslims ride on top of a people carrier as they return home from their pilgrimage to the Shrine of Imam
40 ألف جندي انتشروا في كربلاء تحسبا لوقوع أعمال عنف في زيارة الإمام المهدي (الفرنسية)

أعلنت الحكومة العراقية أن بغداد ليست ملزمة بإطلاع أي دولة على ما تتفق عليه مع الحكومة الأميركية بخصوص الاتفاقيات الأمنية. وأضافت من جهة أخرى أن العراق "يحتفظ بحقه في مقاضاة" ستة من حراس شركة بلاك ووتر الأميركية لتورطهم في قتل 17 عراقيا في بغداد العام الماضي.

 
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن العراق ليس ملزما بإطلاع أي دولة على ما يتفق عليه مع الأميركيين بشأن الاتفاقية الأمنية الطويلة الأمد. وكشف أن عددا من الدول العربية قد بدأت بتهيئة مباني سفاراتها في بغداد تمهيدا لعودة التمثيل الدبلوماسي العربي إلى العراق.
 
من جهة أخرى، قال الدباغ إن حكومته تحتفظ بحقها في مقاضاة ستة من حراس شركة بلاك ووتر الأمنية الأميركية لتورطهم بإطلاق النار وقتل 17 عراقيا في ساحة النسور في سبتمبر/أيلول الماضي.
 
وأوضح أن "شركة بلاك ووتر ارتكبت جرما بحق الضحايا. الحكومة تحتفظ بكامل حقوقها لمقاضاة هذه الشركة". وشدد الدباغ على أنه "لن تسمح الحكومة العراقية بمنح حصانة لأية شركة أمنية في العراق".
 
وجاءت تصريحات الدباغ بعد تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست السبت عن تسلم ستة حراس من شركة بلاك ووتر "رسائل استدعاء" من وزارة العدل الأميركية للبحث في إطلاق النار.
 
وأشار التقرير إلى أن مثل هذه الرسائل تعتبر تمهيدا لإصدار لائحة اتهام. وأضاف أن الحراس جنود سابقون في الجيش الأميركي.
 
ورغم الاعتراضات، جددت وزارة الخارجية الأميركية مطلع العام عقدها مع شركة بلاك ووتر لحماية الموظفين الأميركيين في العراق. ولا تخضع الشركات الأمنية الأجنبية في الوقت الحالي للقانون العراقي، كما لا تخضع للقضاء الأميركي، مما يتيح لها العمل دون الخضوع لأي عقاب.

زيارة كربلاء

شركات الأمن الخاصة لا تخضع للقضاء الأميركي ولا للقانون العراقي (الفرنسية-أرشيف)
شركات الأمن الخاصة لا تخضع للقضاء الأميركي ولا للقانون العراقي (الفرنسية-أرشيف)

من جهة أخرى أنهى نحو ثلاثة ملايين مسلم شيعي مراسم زيارة مدينة كربلاء بمناسبة ذكرى ولادة المهدي الإمام الثاني عشر لدى الشيعة الاثنى عشرية، حسب ما أعلن محافظ كربلاء عقيل الخزعلي.

 
وأكد الخزعلي أن "جميع الإجراءات الإدارية والخدمية تم توفيرها للزوار بعد أن استنفرت جميع الدوائر في المحافظة طاقاتها الإدارية والمالية والبشرية".
 
من جانبه أكد وزير الداخلية العراقي جواد البولاني أن "الخطة الأمنية نجحت بفضل الجهود التي بذلت من قبل الجهات الحكومية والدينية"، مشيرا إلى أن "الجهات الأمنية استطاعت الإمساك بالأرض قبل أسبوعين من موعد الزيارة".
 
واعتبر البولاني أن "ما قامت به (القاعدة) من عمل انتحاري في الإسكندرية رسالة خائبة وإفلاس كبير"، مضيفا "سيأتي اليوم الذي نعلن فيه رمي نعش القاعدة في مزبلة التاريخ".
 
وفي هذه الزيارة قتل نحو 30 شخصا وجرح أكثر من 126 بينهم 27 قتلوا وأكثر من 70 جرحوا في هجمات انتحارية استهدفت الزوار في منطقة الإسكندرية جنوب بغداد.
 
وشهدت كربلاء إجراءات أمنية مشددة، وانتشر نحو 40 ألف جندي في المدنية، كما حلق الطيران الأميركي والعراقي ساعات طويلة في الأجواء.
 
وشهدت الزيارة العام الماضي أعمال عنف، حيث قتل نحو 52 وأصيب 300 في اشتباكات بين مسلحين يعتقد أنهم ينتمون إلى جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر والقوات العراقية الحكومية، وعلى إثر ذلك أمر الصدر بتجميد مليشياته لمدة ستة أشهر.
المصدر : الجزيرة + وكالات