واشنطن وبراغ توقعان اتفاقا للدرع الصاروخي

r : The U.S. Secretary of State Condoleezza Rice is accompanied by Czech Minister of Foreign Affairs Karel Schwarzenberg to sign, July 8, 2008 a treaty allowing the

التوقيع على اتفاق الدرع الصاروخي تم رغم معارضة شديدة من التشيكيين (رويترز)

وقعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونظيرها التشيكي كاريل شوارزينبرغ في براغ اتفاقا ثنائيا بشأن الدرع الصاروخي يسمح بنشر نظام رادار أميركي لرصد الصواريخ على الأراضي التشيكية.

 

وتقول الولايات المتحدة إن الهدف من نصب رادار في التشيك هو "حماية نفسها" وحلفائها من هجمات قد تشنها دول "مارقة" من بينها إيران.

 

من المنتظر أن يصادق البرلمان التشيكي على الاتفاق بعد توقيعه من الحكومة التي ترفض عرضه على استفتاء شعبي, لكن لا شيء يضمن حتى الآن أن تحظى المعاهدة بموافقة الأصوات المطلوبة للمصادقة عليها.

 

ووقع الاتفاق رغم المعارضة الشديدة من الرأي العام, وسبقت زيارة رايس إلى براغ سلسة من المظاهرات نظمتها الحركات السلمية التي ضاعفت تحركاتها بتنظيم مسيرات وإضرابات عن الطعام واحتلال الموقع العسكري المخصص للرادار.

 

ويعارض أكثر من 70% من التشيكيين حسب استطلاع نشر أمس معاهدة الدرع الصاروخية, فيما رفضت الحكومة إجراء أي استفتاء شعبي في الموضوع واختارت البت في المسألة بالبرلمان.

 

ويتطابق الرفض الشعبي مع رفض المعارضة الاشتراكية الديمقراطية التي ترى أن الاتفاقية تتعارض مع التعهدات الأوروبية لجمهورية التشيك ومبدأ الدفاع الأوروبي المشترك.

ريبة روسية
أما الجانب الروسي فينظر بكثير من الريبة إلى الدرع الصاروخي الأميركي, ويتوقع الخبراء أن تسبب الاتفاقية في تصدع العلاقات بين البلدين.

وسعت واشنطن التي تعتزم نشر منظومة الدرع الصاروخي بدول أوروبا الوسطى بحلول عامي 2011 و2013 لتقديم تطمينات إلى موسكو، وعرضت عليها إمكانية مراقبة المواقع بأوروبا الوسطى، والتعاون في مجال الدفاع المضاد للصواريخ عموما, وتعتبر روسيا المشروع الأميركي تهديدا لأمنها.

لكن الدرع الصاروخي في التشيك غير كاف بالنسبة للولايات المتحدة التي تسعى إلى نشر عشرة صواريخ اعتراضية قرب سلوبسك شمال بولندا، وهو ما يتم التفاوض بشأنه حاليا.

 

وقد سبق التوقيع على اتفاقية براغ اليوم, مباحثات في واشنطن أمس بين الوزيرة الأميركية ونظيرها البولندي أدوسلاف سيكورسكي بشأن نشر أجزاء من نظام الدرع الأميركي في بولندا, قالت رايس إنها كانت بناءة دون الإفصاح عن توقعاتها بشأن توصل الدولتين إلى اتفاق.

 

وفي المقابل اعتبر سيكورسكي التطمينات الأميركية لتبديد هواجس بولندا من تأثيرات الدرع على أمنها "غير كافية" مطالبا بوضع أنظمة دفاع جوي من نوع باتريوت على الأراضي البولندية مقابل موافقة بلاده على نشر الدرع.

 

وكانت بولندا رفضت الأسبوع الماضي عرض واشنطن نشر الدرع الأميركي على أراضيها، مطالبة بتنازلات أميركية وتقديم ضمانات أمنية حقيقية.

 

وقال رئيس الوزراء دونالد توسك إن بلاده رفضت عرضا أميركيا لرفع كفاءة دفاعاتها الجوية مقابل نشر الدرع الصاروخي على أراضيه. لكنه أعرب عن استعداد بلاده لإجراء مزيد من المحادثات مع واشنطن بخصوص الدرع الصاروخي، دون أن يكشف عن تفاصيل عرض واشنطن.

إعلان
المصدر : وكالات

إعلان