لاجئو أوغادين يتظاهرون في جنيف تذكيرا بقضيتهم

تامر أبو العينين-جنيف
ووصف المنسق الإعلامي للجبهة الوطنية لتحرير أوغادين حسن عبده للجزيرة نت الرأي العام الدولي بأنه لا يدري تماما حجم مأساة أوغادين ومعاناة شعبها، ونقول لهم "إنها تقف في مصاف مذابح رواندا ومأساة الكونغو، وأعنف مما يحدث في إقليم دارفور، وهي أزمة العراق ومشكلة فلسطين مجتمعتان في القرن الأفريقي".
ويستند المتظاهرون في احتجاجاتهم إلى تقريرين لمنظمة هيومن رايتس ووتش ولجنة حقوق الإنسان لإقليم أوغادين صدرا هذا العام, يسجلان أوجه معاناة سكان الإقليم الذي يطالب سكانه بحق تقرير المصير والعيش في كرامة واحترام إنسانيته وخصوصيته الدينية الإسلامية.

ويطالب سكان أوغادين مجلس حقوق الإنسان والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين والصليب الأحمر الدولي بوضع مشكلة الإقليم الواقع شرق إثيوبيا ضمن قائمة اهتماماتهم، كمشكلة ملحة تتطلب سرعة نظر المجتمع الدولي فيها، وذلك مع انطلاق الدورة الثالثة والتسعين لأعمال اللجنة الدولية المعنية بحقوق الإنسان, وهي أعمال تستمر حتى 25 يوليو/ تموز الجاري.
ويقول منسق الجبهة في بريطانيا الشيخ يوسف آدم حسن إن ما يتعرض له سكان الإقليم على يد القوات الإثيوبية له بعد ديني لا يجب نسيانه، فكل سكان الإقليم من المسلمين المتمسكين بعقيدتهم، ورغم أنهم عاشوا قرونا في سلم مع جميع القبائل الموجودة في القرن الإفريقي وكان للقيادات المسلمة فضل في توحيد القبائل لمواجهة الاستعمار البريطاني والإيطالي في المنطقة، فإن "حقد أثيوبيا على الإسلام جعلها تستهدفهم بلا شفقة أو رحمة".
تواطؤ غربي
ويرى المؤرخ الأوغاديني محمد عبدي أن التعتيم الإعلامي على مشكلة أوغادين يعود إلى تواطؤ الدول الغربية مع إثيوبيا بمدها بالسلاح وغض الظرف عن جرائم الحرب المتواصلة بالإقليم الذي يضم قرابة سبعة ملايين نسمة، حتى تحول سجنا كبيرا تمارس فيه كافة أنواع التعذيب من تجويع وقتل واغتصاب وتشريد وحرمان من أبسط حقوق الحياة مثل التعليم والرعاية الصحية.
ويستغرب منسق العلاقات الدبلوماسية لجبهة تحرير أوغادين في أوروبا في حوار مع الجزيرة نت صمت الغرب على الإنفاق العسكري الإثيوبي في أوغادين، رغم حصول إثيوبيا على معونات من مختلف دول العالم لمواجهة الفقر والفاقة, لم تخصص منها أية مبالغ لإقليم أوغادين.
ويشير أحمد غورهان إلى عدم السماح لأية منظمة إغاثة عربية أو إسلامية بدخول أوغادين، في حين تعج إثيوبيا بالعديد من منظمات الإغاثة ذات الطابع التبشيري، ولا أحد يعرف لماذا الصمت أمام ما يحدث لأبناء أوغادين، وتحرك الرأي العام الغربي في مشكلات بأفريقيا لا يرقى إلى مستوى مأساة إقليم أوغادين.