تجدد المناوشات بين جورجيا وإقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية

شهدت المنطقة الحدودية بين جورجيا وإقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليين انفجارات وتبادلا لإطلاق النار في حادث هو الرابع من نوعه في أقل من أسبوع، ما يعكس حالة التوتر السياسي والأمني المتصاعدة بين الجانبين.
فقد ذكرت مصادر إعلامية روسية نقلا عن متحدث باسم حكومة الأمر الواقع في أوسيتيا الجنوبية أن مدينة أوبيات في المنطقة الانفصالية تعرضت الأحد مجددا لإطلاق النار من أسلحة رشاشة وقنابل يدوية من الجانب الجورجي.
ولم يوضح المتحدث أية تفاصيل إضافية بخصوص وقوع إصابات أو خسائر بشرية في المنطقة المذكورة.
يشار إلى أن الحكومة الانفصالية في أوسيتيا الجنوبية قالت إن شخصين على الأقل قتلا وجرح 11 في قصف جورجي على أراضيها الجمعة، وهو ما رأت فيه موسكو تصعيدا خطيرا في المنطقة محذرة تبليسي من استخدام القوة العسكرية.

وردت جورجيا على هذه الاتهامات بالقول إن قواتها أرغمت على الرد ضد مصادر النيران التي استهدفت أراضيها من داخل أوسيتيا الجنوبية.
وفي حادث منفصل نقلت مصادر إعلامية روسية عن قائد في قوات حفظ السلام الروسية في إقليم أبخازيا قوله بوقوع أربعة انفجارات ناجمة عن قنابل الأحد في منطقة زوجديدي القريبة من خط الجبهة الفعلي بين القوات الانفصالية الأبخازية والقوات الجورجية.
وفي الوقت الذي أوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية الجورجية شوتا أوتياشفيلي أن الانفجارات وقعت قرب نهر أنغويري الذي يفصل ما بين جورجيا وإقليم أبخازيا، اتهم مساعد قائد قوات حفظ السلام الروسية ألكساندر نوفيتسكي عملاء جورجيين بالوقوف وراء التفجيرات.
بيد أن المتحدث الجورجي نفى هذه الاتهامات بقوله إن القوات الانفصالية التابعة لحكومة الأمر الواقع في أبخازيا المدعومة من روسيا هي التي قامت بقصف قرى جورجية حدودية.
يشار إلى أن موسكو رفعت في الآونة الأخيرة عدد جنودها المشاركين في إطار قوات حفظ السلام في أبخازيا وهو ما اعتبرته جورجيا تصرفا عدوانيا ضدها متهمة القوات الروسية بتقديم الدعم للانفصاليين في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وتزويدهم سرا بالأسلحة الثقيلة.
في المقابل تتهم موسكو الحكومة الجورجية بحشد قواتها على حدودها مع أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية تمهيدا لإعادة ضمهما إلى سيادتها بالقوة.
ودأبت جورجيا على اتهام روسيا بالسعي لضم إقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية إليها، علما بأن الإقليمين أعلنا انفصالهما عن جورجيا بشكل أحادي بعد معارك عنيفة جرت بين الطرفين في منتصف التسعينات من القرن الماضي.
وتشهد العلاقات الجورجية الروسية توترا متصاعدا منذ وصول الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي إلى السلطة عام 2004 ومساعيه المتواصلة لضم جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).