تشكيك في رواية بوغوتا حول تحرير بيتانكور دون فدية

شككت وسائل إعلام كولومبية في صحة الرواية التي قدمتها السلطات حول تحرير الجيش الكولومبي للرهائن المحتجزين لدى مسلحي منظمة "فارك" اليسارية الكولومبية ورجحت وجود صفقة لتحريرهم، لكن بوغوتا وباريس وواشنطن نفت ذلك.
فقد أوردت إذاعة سويسرا الناطقة بالفرنسية أن فارك تقاضت نحو عشرين مليون دولار لإطلاق سراح الرهينة الكولومبية الفرنسية إنغريد بيتانكور و14 رهينة أخرى هم ثلاثة أميركيين و11 كولومبيا كانوا محتجزين لأكثر من ست سنوات لديها.
وكان الرئيس الكولومبي ألفارو أوريبي قال في يونيو/ حزيران الماضي إن أعضاء بارزين من فارك اتصلوا به وأبدوا استعدادهم للإفراج عن رهائن مقابل فدية.
لكن وزير الدفاع الكولومبي خوان مانويل سانتوس نفى التقارير الصحفية، مؤكدا أن تحرير الرهائن جاء بعدما نجحت أجهزة الاستخبارات في اختراق قيادة فارك.
وقرر بث مشاهد من شريط فيديو صوره عنصر بالقوات الخاصة المشاركة في عملية التحرير ادعى أنه صحفي، مؤكدا أن هذه المشاهد تستبعد حصول عملية "إخراج" بغية إخفاء دفع فدية مقابل الإفراج عن الرهائن.
وردا على معلومات صحفية أخرى عن احتمال وجود مساعدة أجنبية ولا سيما أميركية وإسرائيلية، نفى سانتوس ذلك مع إقراره بإبلاغ الولايات المتحدة مسبقا بها وبأن واشنطن وفرت طائرة تجسس خلال العملية.
كما نفى رواية إذاعة الجيش الإسرائيلي التي ذكرت الجمعة أن مستشارين إسرائيليين شاركا في التحضير لعملية تحرير الرهائن.
لكن خيراردو أغويلار الملقب بـ"سيزار" -وهو متمرد من فارك اعتقل خلال العملية- أكد مشاركة أجانب، موضحا أنه اعتقد أن الأمر يتعلق بمهمة إنسانية دولية على حد قول محاميه.
بيتانكور في باريس
وكانت بيتانكور -وهي سياسية كولومبية من أصل فرنسي- قد عادت من كولومبيا إلى فرنسا أمس على متن طائرة خاصة برفقة وزير الخارجية برنار كوشنر، واستقبلها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وممثلو لجان الدعم الفرنسية.
وستخضع بيتانكور (46 عاما) اليوم لفحوصات في مستشفى فال دو غراس العسكري في باريس لتحديد الآثار الصحية الناجمة عن أسرها.
وكانت بيتانكور كررت الخميس "تعهدها المطلق" بالنضال من أجل تحرير الرهائن الباقين. وعندما سئلت عن ظروف الاعتقال قالت إنها عوملت "مثل كلب"، وأضافت "لم تكن المعاملة تليق حتى بحيوان".
من جهة أخرى أطلقت قوات فارك الكولومبية أول أمس سراح رهينة نرويجي مع خمسة رهائن كولومبيين.
وعن تفاصيل إطلاق سراحه قال الرهينة النرويجي الذي كان مختطفا لنحو ستة أشهر، إنه لا يعلم ما إذا كانت السفارة النرويجية في كولومبيا دفعت فدية مقابل إطلاق سراحه.