تباين ببريطانيا إزاء وضع حزب الله ضمن المنظمات الإرهابية

احدى المظاهرات في بريطانيا ضد الحرب على لبنان من ارشيفي الخاص - تقرير منع نشاطات حزب الله في بريطانيا - مدين ديرية

البعض يرى أن قرار بريطانيا تجاه حزب الله ليس له ما يبرره حاليا (الجزيرة نت-أرشيف)

مدين ديرية-لندن

أثار قرار لندن إدراج الجناح المسلح لحزب الله اللبناني على اللائحة البريطانية للمجموعات الإرهابية آراء متباينة إزاء أهداف وتوقيت الحظر الذي جاء من بلد تعيش به جالية مسلمة كبيرة، ومتعاطفة بشكل أو بآخر مع الحزب.

ويترتب على ذلك القرار الذي أعلنت عنه وزارة الداخلية الأربعاء الماضي التضييق على جمع التبرعات المالية لحزب الله، وملاحقة أفراد بعينهم في الحزب.

وتعليقا على قرار الداخلية قال العضو بمجلس العموم البريطاني (البرلمان) جيرمي غوربن "أريد أن أرى السلام في الشرق الأوسط وهذا لن يتحقق إلا بعد مناقشة سياسية مفتوحة مع جميع الأطراف بما فيها حزب الله".

وأضاف غوربن في حديث مع الجزيرة نت أن بريطانيا يجب أن تكون بلدا يقوم على تشجيع الحوار السياسي، ولا يضع العقبات أمامه ويقمعه.

عبد الباري عطوان: قرار لندن استسلام لإملاءات أميركية (الجزيرة-أرشيف)
عبد الباري عطوان: قرار لندن استسلام لإملاءات أميركية (الجزيرة-أرشيف)

إملاءات أميركية
ومن جانبه قال رئيس تحرير صحيفة القدس العربي للجزيرة نت إن هذه الخطوة هي استسلام لإملاءات أميركية على بريطانيا حتى تقوم بتجريم حزب الله.

وأضاف عبد الباري عطوان أنه من الواضح أن هناك حظرا تدريجيا على حزب الله في اتجاه منعه أو تجريمه بشكل نهائي، وهذا له علاقة بالتحضيرات لضرب إيران.

وحسب عطوان فإن حزب الله لم يمارس أي عمل إرهابي في الخارج ولم يقم بأي عمل عدائي ضد بريطانيا، مشيرا إلى أن اتهامات لندن له بتمويل مجموعات عراقية لم تثبت بشكل عملي.

من جهة أخرى يرى رئيس تحرير القدس العربي أن تعامل حزب الله مع بعض الفصائل الفلسطينية أمر مشروع، لأن تلك الفصائل هي حركات مقاومة في بلد يرزح تحت الاحتلال.

ومن جانبه وصف رئيس المبادرة الإسلامية ببريطانيا محمد صوالحة القرار بأنه "ليس له مناسبة معينة دعت الحكومة البريطانية لاتخاذه" مذكرا بأنه في الفترة الماضية أقام حزب الله علاقات مع قوى ودول غربية خاصة ألمانيا في موضوع تبادل الأسرى، وذلك تحت مظلة الأمم المتحدة.

صوالحة: قرار بريطانيا يحمل رسالة سياسية مزدوجة لحزب الله وإسرائيل (الجزيرة نت)
صوالحة: قرار بريطانيا يحمل رسالة سياسية مزدوجة لحزب الله وإسرائيل (الجزيرة نت)

رسالة بشقين
وأضاف صوالحة أنه لم يطرأ أي طارئ يدعو الحكومة البريطانية لاتخاذ هذا القرار، مؤكدا أن ذلك يحمل رسالة ذات شقين: الأول موجه لحزب الله للضغط عليه من أجل تغيير سياسته داخل لبنان على اعتبار أن الوضع في لبنان ما زال متوترا.

وتابع رئيس المبادرة الإسلامية أن الرسالة الثانية ربما موجهة إلى الجانب الإسرائيلي، مفادها أن لندن والغرب ملتزمان بالانحياز إلى جانب تل أبيب .

وفي آراء أخرى استطلعتها الجزيرة نت، قال الناشط البريطاني سيمون ليفل إن حزب الله حركة مقاومة شعبية، ولو لم يكن لها وجود لكانت الدبابات الإسرائيلية تحتل جنوب لبنان إلى يومنا هذا.

وأضاف ليفل أنه إذا كانت بريطانيا جادة في تحقيق السلام بالشرق الأوسط فينبغي عليها أن تتحدث إلى حزب الله، وألا تقوم بإهانته عبر إدراج جناحه العسكري ضمن لائحة المنظمات الإرهابية.

وحاولت الجزيرة نت التحدث إلى جمعيات تعتبر مقربة من حزب الله في بريطانيا، لكنها اعتذرت عن الإدلاء بأي تصريح. وقالت وفاء حطيط من العلاقات العامة للمكتب الصحفي لحزب الله في اتصال هاتفي من لندن إنه لا يوجد ما نضيفه على البيان الصادر عن الأمانة العامة للحزب.

المصدر : الجزيرة

إعلان