أولمرت: المفاوضات مع سوريا جدية والمشكلات أقل تعقيدا

اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أنه بات على بلاده وسوريا إجراء مفاوضات مباشرة في القريب العاجل، ووصفها بأنها "جدية"، زاعما أن "المشكلات أقل تعقيدا مما تبدو عليه".
وقال أولمرت في مؤتمر اقتصادي بمدينة إيلات جنوب إسرائيل "نحن نتباحث بجدية مع السوريين، وفي تقديري أنه سيتعين في القريب العاجل أن تكون المفاوضات مباشرة، ولن يكون ممكنا الاستمرار فيها بالشكل الذي تجرى به حاليا".
وكان الجانبان أجريا جولة ثالثة من المفاوضات غير المباشرة تواصلت لثلاثة أيام في إسطنبول برعاية تركية واختتمت الخميس الماضي، واتفقا على إجراء جولة مشابهة نهاية الشهر الجاري.
وأضاف أولمرت دون الخوض في التفاصيل أن "المشكلات أقل تعقيدا مما تبدو عليه"، واعتبر أن "توقيع اتفاق سلام مع سوريا ستكون له نتائج واسعة النطاق لإسرائيل والمنطقة"، معربا عن اعتقاده بأن "المغزى الإستراتيجي لمثل هذه الخطوة لا يمكن إغفاله".
تفاؤل تركي
وجاءت تلك التصريحات بينما نقلت وكالة رويترز عن مصدر حكومي تركي قوله إن الجانبين السوري والإسرائيلي اتفقا على عقد جولة جديدة من المحادثات في إسطنبول أواخر يوليو/ تموز الجاري, واصفا المحادثات "بالبناءة", وبأنها تطرقت "للقضايا الجوهرية".
وأضاف المصدر أن الطرفين اتفقا أيضا على عقد جولتين أخريين في أغسطس/ آب المقبل, مشيرا إلى أن محادثات نهاية الشهر الجاري ستحدد ما إذا كانت الجولتان الخامسة والسادسة ستكونان مباشرتين أو غير مباشرتين.
لقاء أولمرت والأسد
يأتي ذلك بينما يتوجه وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى باريس للتحضير لزيارة الرئيس بشار الأسد إلى فرنسا لحضور قمة الاتحاد من أجل المتوسط المقررة الأسبوع المقبل.

وكانت أنباء تواترت في وقت سابق عن إمكانية لقاء مباشر مشترك بين أولمرت والأسد لكن الأخير استبعد ذلك، مشيرا إلى حاجته لأن يرى مزيدا من التقدم في محادثات السلام غير المباشرة برعاية تركيا، في حين قلل مسؤولون إسرائيليون أيضا من فرص عقد هذا اللقاء.
وتتركز المحادثات على مصير هضبة الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وتطالب دمشق باستعادتها كاملة بينما تتمسك إسرائيل بسيطرتها الكاملة على بحيرة طبريا التي تعد المصدر الرئيسي للمياه بالنسبة لها.
وكان الكنيست الإسرائيلي تبنى الاثنين مشروع قانون لمنع الانسحاب من الجولان، وفرض استفتاء أو توافر أكثرية الثلثين للموافقة على ذلك.
لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي تهدد مستقبله السياسي فضائح فساد مالي لم يكشف علانية عن إمكانية إعادتها، واكتفى بالقول إن إحلال السلام مع سوريا يتطلب تقديم "تنازلات صعبة"، إلا أنه لم يقطع أي وعود بشأن الجولان المحتل.
وبالمقابل تطالب إسرائيل سوريا بتقليص علاقتها مع "أعدائها" الرئيسيين وهم إيران وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله اللبناني، إلا أن دمشق رفضت هذا الشرط المسبق.