واشنطن تتمسك بمشرف وسط انتقادات من المعارضة

مهيوب خضر-إسلام آباد
أنهى مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون وسط وجنوب آسيا ريتشارد باوتشر زيارته لباكستان بدعوة صريحة لعدم المضي قدما في إقالة الرئيس برويز مشرف، وهو ما اعتبره نواز شريف تدخلا في الشؤون الداخلية للبلاد، بينما اعتبره المراقبون خطوة مؤقتة تسبق موعد انتخابات الرئاسة الأميركية.
ففي ختام زيارته لباكستان التي استمرت ثلاثة أيام، عقد باوتشر مؤتمرا صحفيا عبر من خلاله عن استمرار دعم الولايات المتحدة الرئيس مشرف لبقائه في السلطة، مشيرا إلى أن رفع المعاناة عن كاهل المواطن الباكستاني في مواجهة الارتفاع الحاد في الأسعار قضية أهم من أمر إقالة الرئيس مشرف حسب قوله.
ونقلت الصحف الباكستانية أنباء عن مطالبة باوتشر أقطاب التحالف الحكومي أثناء لقائه رئيس الوزراء سيد رضا جيلاني ورئيس حزب الرابطة الإسلامية نواز شريف بالتوقف عن إثارة قضية إقالة مشرف، فيما أشار باوتشر في مؤتمره الصحفي إلى أن الولايات المتحدة تعتبر مشرف رئيسا لباكستان وتتعامل معه على هذا الأساس.
الحكم للشعب
تصريحات أثارت استياء نواز شريف الذي علق عليها بالقول "إن باكستان ليست بحاجة إلى استشارة دول أجنبية في قضية إقالة مشرف"، وفيما اعتبر شريف تصريحات باوتشر تدخلا في الشؤون الداخلية لباكستان شدد على أن قرار إقالة مشرف من حق الشعب الباكستاني وحده.
وهكذا عادت قضية بقاء الرئيس مشرف في السلطة من عدمه إلى واجهة الأحداث من جديد في ظل تجديد واشنطن دعمها له، فيما يرى مراقبون أن هذا الدعم هو خطوة مؤقتة.
المحلل السياسي جاويد رانا يرى أن إبقاء الولايات المتحدة على دعمها الرئيس مشرف قد يستمر حتى نوفمبر/تشرين الثاني المقبل موعد انتخابات الرئاسة الأميركية، مضيفا في حديثه مع الجزيرة نت أن الإدارة الأميركية تريد استمرار الحرب على الإرهاب في الحزام القبلي الباكستاني على نفس الوتيرة حتى انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة وأنه ليس من مصلحتها رحيل مشرف عن السلطة في الوقت الراهن.
وكان لافتا ترحيب باوتشر بالعمليات العسكرية التي يشنها الجيش الباكستاني في قطاع خيبر إيجنسي القبلي، مشددا على أهمية الحد من نفوذ أنصار طالبان على الجانب الباكستاني من الحدود، كما اعتبر باوتشر أن القوة هي الحل الأمثل للتعامل مع من سماهم "الإرهابيين"، رافضا حوار حكومة جيلاني مع الزعيم القبلي بيت الله محسود.

يشار إلى أن الجيش كان قد شن العملية العسكرية المسماة بـ"الصراط المستقيم" على مسلحي طالبان في قطاع خيبر الجارية منذ خمسة أيام عقب يوم واحد من لقاء جمع الرئيس مشرف بقائد الجيش الجنرال أشفق كياني.
وفي هذا الإطار يقول المحلل جاويد رانا للجزيرة نت إن مشرف ما زال يحظى بجذور دعم له ولسياسته في الجيش، بما يجعل من واشنطن تتمسك به ولو لحين، مضيفا أن الحزام القبلي ربما سيشهد العديد من العمليات العسكرية الجديدة. وهو ما تخشاه واشنطن.
المحلل السياسي زاهد حسين نحا نفس المنحى، فهو يرى -في تصريحاته للجزيرة نت- أن زيارة باوتشر كانت تهدف إلى ضمان استمرار الحرب على ما يسمى بالإرهاب على الطرف الباكستاني من الحدود، مضيفا أن خسائر الولايات المتحدة وحلف الناتو في أفغانستان خلال الشهرين الماضيين فاقت خسائر واشنطن في العراق خلال نفس الفترة، وهو ما تطلب تحركا سريعا.