أوساط مصرية تنعى المسيري وتنتقد الغياب الرسمي في تشييعه

د. المسيري يتوسط مجموعة من كفاية

 المسيري يتوسط مجموعة من كفاية (الجزيرة نت-أرشيف)
 

محمود جمعة-القاهرة
 
أعربت أوساط سياسية وثقافية عن صدمتها لرحيل المفكر عبد الوهاب المسيري ورأت أن رحيله يمثل خسارة فادحة وفقدانا لقيمة ثقافية قل أن يجود الزمان بمثلها.
 
وقال المرشد العام للإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف إن مصر والأمة العربية الإسلامية فقدت عالما جليلا ومفكرا متميزا "صاحب أفضل موسوعة عن الصهيونية، وأكبر مؤلف عن الفساد في مصر"، وأضاف "جمع الرجل بين مقاومة عدو الخارج (الصهيونية) وعدو الداخل (الفساد)".
 
وذكر عاكف للجزيرة نت أن الراحل المسيري طالما كان يردد أنه يحارب في ثلاث جبهات أمراض الشيخوخة والسرطان والفساد، وأن الفساد كان أصعب هذه الجبهات بالنسبة إليه، وقال "كان يحمل مرضا خبيثا (السرطان) ويحارب مرضا أخبث هو الظلم والاستبداد في مصر".
 
وتعليقا على غياب الحضور الرسمي في تشييع المسيري، قال مرشد الإخوان "أمثال هذا الرجل من العظماء والشامخين لا علاقة لهم بنظام منبطح وفاسد".
 
وتابع "ليس مستغربا على نظام حرم عالما جليلا كالمسيري من العلاج على نفقة الدولة وليس نفقة النظام أن يتغيب عن يوم مشهود كهذا .. هم لا يستطيعون أن يسيروا وراء نعشه لأن طريقه غير طريقهم".
 
كما أعرب القيادي في الحزب الوطني الحاكم الدكتور جهاد عودة عن حزنه الشديد لرحيل المسيري، وقال للجزيرة نت إنه "كان عالما ومفكرا وناقدا .. وكان لديه إحساس حقيقي بقضايا وطنه وهموم شعبه، ولم يكن يخشى إلا الله في مواقفه، وكان مثالا حيا للناقد الكبير، ورحيله سيؤدي لفراغ كبير في الدراسات النقدية والأدبية".
 
لكن عودة، وهو عضو لجنة السياسات التي يرأسها جمال نجل الرئيس المصري حسني مبارك، أبدى تحفظا ضمنيا على ما أسماه "السلوك السياسي" للمسيري، في إشارة إلى قيادته حركة "كفاية" المعارضة ومطالبته برحيل نظام الرئيس مبارك.
 
وقال "نقيم المسيري من خلال دراساته وإبداعاته النقدية وترجماته وأفكاره وفلسفته بشأن سبل التقدم في مصر". وطالب وزارة الثقافة المصرية بإطلاق مبادرة للحفاظ على الميراث الثقافي للمسيري وبقية المبدعين الراحلين في المجالات المختلفة.
 
ونعى حزب الوفد أكبر الأحزاب الليبرالية المصرية على لسان السكرتير العام للحزب منير فخري عبدالنور المسيري، وقال عبدالنور للجزيرة نت "خسرنا اليوم قيمة علمية ووطنية، كان حماسه حماس شاب في العشرين وهو يدافع عن مصر".
 
وطالب بنشر وتدريس كل ما يخص حياة المفكر الراحل للحفاظ على الميراث الثقافي والإنساني والوطني الذي تركه، وقال "كان دؤوبا في حثه، عميقا في إيمانه، متحمسا في مواقفه، وهو من الرموز الجميلة والشامخة لهذا الجيل".
 
وقال القيادي الوفدي إن عدم مشاركة مسؤولين حكوميين في تشييع المسيري "أمر متوقع ومعتاد من النظام المصري مع معارضيه، ومن لا يعرف كيف يختلف مع الأحياء لا نتوقع منه أن يسامح الأموات".
إعلان
المصدر : الجزيرة

إعلان