مسؤول أممي يحذر من استخدام المرتزقة في مناطق النزاعات

حذر قائد قوات الأمم المتحدة الفرنسي جان ماري غيهينو من محاولة الاستعانة بمرتزقة لبسط السلام في المناطق التي تشهد نزاعات مثل دارفور.
وقال غيهينو الذي ينهي فترة خدمته في الأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي عقده أمس الثلاثاء إن "القوة التي تنشرونها في وضع يسبق اندلاع النزاع أو يستبق النزاع إلى حد ما… تضطلع بدور سياسي".
وعارض غيهينو فكرة استخدام المرتزقة "لبسط السلام" عند اندلاع النزاعات قائلا "عندما تواجهون تحديا منهجيا كالحرب في دارفور، هذا يتطلب أكثر من بضعة مرتزقة حتى لو كانوا جيدي التجهيز وجيدي التدريب".
وكان غيهينو يرد على سؤال عن افتتاحية نشرتها وول ستريت جورنال الثلاثاء عنوانها "مرتزقة من أجل دارفور", قائلا "إنه مؤشر على التزام المجموعة الدولية، والفكرة التي تقضي بإعادة الثقة بين الأطراف المتنازعة, عبر الاستعانة فقط ببعض المرتزقة، أعتقد أننا رأينا أيضا أنها غير صائبة".
ونقلت الافتتاحية عن إريك برنس -الذي شارك في تأسيس شركة بلاكووتر الأمنية الخاصة- تأكيده أن شركته تستطيع بواسطة 250 محترفا "تحويل حوالي ألف جندي من جنود الاتحاد الأفريقي إلى جنود نخبة وقوة متحركة".
وقدم غيهينو تعليقا على مفهوم "مسؤولية الحماية" الذي تبنته الأمم المتحدة في 2005 وأثار جدلا واسعا. وتقضي مسؤولية الحماية بالتمكن من التدخل المباشر إذا ما عجزت دولة ما عن حماية شعبها من الجرائم ضد الإنسانية والإبادة أو التطهير العرقي.
وحذر في هذا الصدد من حصول ردود فعل معادية في حال استخدام مسؤولية الحماية, قائلا "أعتقد أنه من الضروري ألا نكون سذجا في هذا الموضوع، فثمة خطر حصول ردود فعل معادية".
ردود الفعل
وأشار غيهينو إلى أن ردود الفعل ممكن أن تأتي من "الحكام الدكتاتوريين الذين يريدون الاختباء وراء السيادة"، ومن المواطنين الذين يخشون من أن يستخدم "الأثرياء والأقوياء هذا المفهوم ضد الفقراء والضعفاء".
وكانت افتتاحية وول ستريت قد نقلت عن برنس قوله إن "القوة المسلحة لدى بلاكووتر ستكون مجهزة بمروحيات وبنوع من الطائرات التي يستخدمها المبشرون" في أفريقيا.
وأشار إلى أن تكلفتها ستكون أقل كلفة من كلفة تدريب القوة المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور.
وذكر برنس أن بلاكووتر لن تقاتل وسيعمل عناصرها مستشارين وميكانيكيين وطيارين. وأكد أنه سيزود عناصر المنظمات الإنسانية والقرويين بهواتف متصلة بالأقمار الاصطناعية بما فيها أجهزة جي.بي.إس, وقال "عندما يتصلون تهرع القوات إلى نجدتهم".
وتواجه القوات المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي (اليوناميد) في إقليم دارفور صعوبات تتمثل بنقص المعدات وآليات الحماية إضافة إلى تعقيدات انتشار القوات في أرض الإقليم.