الصراع بطرابلس يهجر الآلاف وقواه تؤمن المأوى والمؤن

مهجرون في مدرسة النصر بالميناء
مهجرون في مدرسة النصر بالميناء (الجزيرة نت)

نقولا طعمة–طرابلس

تسببت أحداث العنف الطائفي في مدينة طرابلس على دفعات متقطعة بتشريد آلاف اللبنانيين الذين تضررت على الأغلب منازلهم وتعرضوا لخطر الموت، وبطالة في صفوف آلاف العاملين وتهديد العام الدراسي لنحو خمسة آلاف طالب يشغل المهجرون صفوفهم.

يقول رئيس بلدية المدينة رشيد جمالي للجزيرة نت إن إحصاء البلدية اقتصر على المهجرين الذين مكثوا في ثماني مدارس رسمية "وهم 450 عائلة و1500 مهجر".

وأضاف أن البلدية ترعى شؤونهم بالتعاون مع قوى محلية خصوصا تيار المستقبل، كما تغطي تجهيز كل مدرسة بعشرة حمامات جديدة، ومصافي المياه، ومواد التنظيف والتعقيم، ومروحة تبريد لكل عائلة، وبراد لحفظ الأطعمة لكل طابق، بالإضافة للمساهمة في تقديم الفرش والوسائد وأغطيتها.

ونبه جمالي إلى "محاذير جدية إذا لم ينته التوتر الأمني. ففي إحصائياتنا 50% من المهجرين فقدوا منازلهم تدميرا أو حرقا بالقذائف. وبقاء التوتر يعرض نحو خمسة آلاف طالب على الأقل لصعوبة انطلاق دراستهم".


عجوز مهجرة من جبل محسن (الجزيرة نت)
عجوز مهجرة من جبل محسن (الجزيرة نت)

مدرسة النصر
وتضم مدرسة النصر في الميناء 21 عائلة و120 فردا، نزحوا من أحياء باب التبانة، القبة، الريفا المنكوبة.

ماهر عوض ممثل لتيار المستقبل بالمدرسة يشرف على شؤون المهجرين، قال للجزيرة نت إن "التيار بتوجيه من رئيسه النائب سعد الحريري يغطي كل حاجات المواطنين من طعام وملبس. كما يؤمن الطبابة والدواء عبر مستوصفات التيار في أنحاء مختلفة من المدينة، وعند الطوارئ يؤمن الاستشفاء التام في المستشفيات".

وأفادت المهجرة ربى المهتدي للجزيرة نت بأنها تعيش مع ابنتها (11عاما) في شارع سوريا بباب التبانة.

وقالت أيضا إن البناء الذي تقطن فيه أصيب منذ 12 يوما بقذائف ورصاص قنص دخل غرف النوم، فهربت مع ابنتها عند الثالثة صباحا في الأزقة الضيقة إلى أن وصلت الطريق العام واستقلت سيارة نقلتهم إلى ساحة التل حيث أمضتا الليل في العراء.

وتابعت "ذهبت إلى مكتب تيار المستقبل، فأعطوني 250 ألف ليرة كمصروف، وأرسلوني إلى هنا. أحتاج لبعض الثياب، فعندما هربت كان همي إنقاذ حياتي وحياة ابنتي، ولم أفكّر بالاتيان بأي من أغراضي".

وقال جمال بيان من حي بعل الدراويش إن "عناصر مسلحة تابعة للحزب في الحي المقابل طردتني مع عائلتي منذ ثلاثة أسابيع. خسرت كل شيء، العقل والأعصاب ومحل العمل الذي كان يؤمن مدخول العائلة اليومي من العصير".

كما هربت هويدا رمضان من حي الدراويش أيضا مع زوجها وأولادها الأربعة بعد أن أصيب منزلها بقذيفة منذ نحو شهر ونصف الشهر نجوا منها "بأعجوبة".

خسارتنا كبيرة -تقول هويدا- يكفي تشرد الأطفال والأولاد، محملة المسؤولية "للشعب صاحب العقل الصغير، فكل واحد يحارب الآخر لقاء القليل من المال، والمواطن المسكين يدفع الثمن".


أولاد علي حجل في منزلهم الجديد (الجزيرة نت)
أولاد علي حجل في منزلهم الجديد (الجزيرة نت)

المقلب الآخر
وعلى المقلب الآخر، يقول مختار التبانة عبد اللطيف صالح إن العائلات النازحة من جبل محسن -وهو تجمع العلويين- هي 360 تعد 1600 نسمة، ونقوم بتأمين حاجاتها ضمن إمكاناتنا المتواضعة، ولم نتلق مساعدة من أي جهة رسمية.

ورأى صالح في حديث للجزيرة نت أن "المشكلة الكبرى اليوم هي أزمة البطالة التي يواجهها نحو ثلاثة آلاف شاب من جبل محسن بسبب خشيتهم من التعرض للأذى في حال الخروج من حيهم للعمل. وهذا ما حصل مع الجامعي علي محمد الذي أصيب بكسور بليغة جراء الضرب على خلفية هويته المذهبية".

ونقل المهجرون من نقاط الخطر في جبل محسن إلى بيوت أنسباء وشقق فارغة في القسم الشمالي من مجمع رفيق الحريري للمهجرين في القبة.

وصرح علي حجل أنه هرب وعائلته (سبعة أشخاص) الثانية فجرا منذ شهر من منزله إثر تعرضه لقذيفة "وعبرنا الطريق التي كانت تحت القصف والقنص". وقال إن خسارته هي البطالة، وأضرار المنزل الذي لا يزال يتكبّد أقساطه.

يُذكر أن الحيين المشمولين بالصراع جبل محسن وباب التبانة ينتميان لمنطقة إدارية واحدة هي التبانة، حيث لم تعرف المنطقة ككل تاريخيا إلا بهذا الإسم.

المصدر : الجزيرة

إعلان