صرب البوسنة يقصون الكوادر المسلمة من وظائف مناطقهم

باكر بيجو فيتش الساسة الصرب طالبوا عناصرهم بترك سراييفو(الجزيرة نت )

 بيغوفيتش: تقسيم الوظائف أمر واقع

إبراهيم القديمي-سراييفو

حينما وقعت اتفاقية دايتون للسلام اعتقد بعض البوسنيين قدرتها على حل القضايا الشائكة بين العرقيات الثلاث وفي مقدمتها توزيع الوظائف الحكومية بالتساوي، غير أن الواقع خيب آمال أولئك حينما اصطدمت الاتفاقية بتعنت صربي، حسب وصف البعض.
 
وفي الوقت الذي لاحظ فيه كثيرون سيطرة الصرب على غالبية وظائف الوزارات السيادية كالخارجية والمالية والشرطة والإعلام والبرلمان والبلدية في جمهورية صرب البوسنة، فإن باب التوظيف فتح أمام الكوادر الصربية في الحكومة الفدرالية وشغل بعضهم مناصب قيادية في بعض الوزارات المهمة بسراييفو.
 
يقول مصطفى يحيتش إن عدد المسلمين الملتحقين بالوظائف الحكومية في بانيا لوكا يكاد يكون معدوما مؤكدا وجود "تطهير وظيفي وتعصب في تعيين الوظائف".
 
مرصاد كارتش كان له نفس الرأي، وأكد أن صرب البوسنة سيطروا على 95% من وظائف الشرطة والبرلمان ووزارات السلطة التنفيذية وأغلقوا الباب نهائيا أمام المسلمين في المناطق الواقعة في جمهورية صرب البوسنة.
 
خرق القانون
ويتفق رئيس مجلس الرئاسة البوسني حارث سيلاجيتش مع الطرح السابق حيث أكد في حديثه للجزيرة نت أن الوظائف في جمهورية صرب البوسنة محصورة في الصرب حيث يوجد موظف مسلم واحد من بين كل 100 وظيفة يشغلها الصرب، وهو ما يتنافى مع روح اتفاقية دايتون التي ضمنت للحكومتين الفدرالية (المسلمون والكروات) والصربية الإشراف على معظم الوظائف الحكومية.
إعلان
 
غير أن نائب رئيس حزب العمل الديمقراطي كان له رأي آخر حيث اعتبر  تقسيم الوظائف بالتساوي أمرا واقعا إذ حاز الصرب 8 وزارات والاتحاد الفدرالي 8 وزارات 5 للمسلمين و3 للكروات.
 
وقال باكر بيغوفيتش للجزيرة نت إذا كان الصرب قد استأثروا بالوظائف فيما يسمى جمهورية سربسكا فكذلك الحال في الاتحاد الفدرالي حيث شغل المسلمون والكروات أغلب الوظائف، مع فارق بسيط هو أن الساسة الصرب طلبوا من كوادرهم مغادرة سراييفو والبقاء في بانيا لوكا وهم بذلك يخالفون قرار المحكمة الدستورية التي تضمن توازن الوظائف.
 

 بوبوفيتش طالب بسن قوانين تلزم الشركات بإتاحة الفرص للكل (الجزيرة نت)
 بوبوفيتش طالب بسن قوانين تلزم الشركات بإتاحة الفرص للكل (الجزيرة نت)

توازن


نائب رئيس الحزب الاشتراكي البوسني اعتبر الأمر متوازنا حيث يشغل المسلمون والكروات غالبية الوظائف المتوفرة في فدرالية البوسنة والهرسك بينما يشغل الصرب غالبية الوظائف في جمهورية الصرب.
 
وقال سلوبودان بوبو فيتش للجزيرة نت إن مسألة الالتزام بالوظائف متوفرة على مستوى الوزارات الحكومية ومعدومة على مستوى شركات القطاع الخاص والبلديات والأقاليم.
 
ويتابع أن دستور البوسنة نص على تساوي جميع المواطنين في الحقوق والواجبات وطالب بسن قوانين ملزمة للشركات بإتاحة الفرص لكل الناس بدون تفرقة.
 
وعزا علم الدين سيطرة الصرب على الوظائف إلى ندرة المسلمين في المناطق الصربية التي شهدت تطهيرا عرقيا حيث هاجر الآلاف منهم إلى أوروبا وأميركا ورفضوا العودة خوفا من المجازر كما حدث في سربرينتشا وتركوا ميدان الوظائف خاليا أمام الصرب.
المصدر : الجزيرة

إعلان