السلطة تعتقل العشرات بالضفة بينهم عبد الستار قاسم

اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية د. عبد الستار قاسم، في عملية نفذتها ضد مناصرين لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وعدد من الشخصيات الوطنية.
وقال ذوو المفكر الفلسطيني إن خمس آليات تتبع للأجهزة الأمنية داهمت منزله قرابة الواحدة من فجر الاثنين، واعتقلته طالبة من أسرته أن تراجع جهاز المخابرات في مقره بنابلس.
اعتقال احترازي
ونقل مراسل الجزيرة نت بالضفة عاطف دغلس عن أفراد من أسرة قاسم قولهم إن أجهزة الأمن لم تعتد عليه لحظة اعتقاله، كما ذكرت زوجته أمل الأحمد أن الشرطة أخبرتها بأنه معتقل الآن في سجن الجنيد غرب المدينة وأن اعتقاله "احترازي ولن يطول".
ورجحت الزوجة أن يكون ما حدث ردا على الاعتقالات التي قامت بها عناصر القوة التنفيذية التابعة للحكومة المقالة بقطاع غزة في صفوف أنصار حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بعد تفجير سيارة مفخخة على شاطئ غزة مساء يوم الجمعة الماضي أسفر عن مقتل فتاة وخمسة من نشطاء حماس.
كما نفت أن يكون لزوجها أي انتماء سياسي، وأشارت إلى أنه "تعرض لأكثر من عشرين اعتداء من قبل السلطة الفلسطينية بسبب معارضته لها" مضيفة أنه "اعتقل عدة مرات وأطلقت عليه النيران وأصيب في يديه ورجليه ومكث فترة طويلة في تلقي العلاج".

اعتقالات بغزة والضفة
وكانت حماس أعلنت أن قوات الأمن اعتقلت أكثر من خمسين من عناصرها بمدينة نابلس بينهم محاضرون جامعيون وطلبة من جامعة النجاح وأعضاء من المجلس المحلي.
واعتقلت قوات الأمن كذلك في الضفة يوم الأحد ما لا يقل عن عشرين من أعضاء حماس في مدينة جنين و15 آخرين في طولكرم.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر فلسطينية بالضفة لم تسمها قولها إن الاعتقالات في نابلس والبلدات المحيطة بها، جاءت للاشتباه في "قيام المعتقلين بالتحريض على العصيان المدني".
مصادرة صحف
ورفضت المصادر توضيح ما إذا كانت هذه الاعتقالات جاءت ردا على اعتقال أكثر من ثلاثمائة عنصر فتحاوي ومن أنصار الحركة بغزة بعد تفجير الجمعة حيث اتهمتها حماس بالوقوف وراءه، وقد نفت فتح ذلك معتبرة أنه ناتج عن خلافات داخل حماس.
وفي تطور آخر منعت الحكومة المقالة في غزة توزيع ثلاث صحف بالقطاع. وقال مدير مكتب "الأيام" المستقلة بغزة سامي القشاوي إن صحيفته صودرت دون إبداء الأسباب.
كما قال أحد موزعي الصحف رفض الكشف عن اسمه إن شرطة غزة أوقفتهم قرب معبر إيريز وطلبت بموجب قرار من وزارة الداخلية بالحكومة المقالة إنزال صحف الأيام والحياة الجديدة الصادرة من رام الله والقريبة من السلطة، وكذا القدس المستقلة الصادرة بمدينة القدس، وذلك بعد الإعلان عن مصادرة الصحف.

دعوة للحوار
ومن جهة أخرى جدد رئيس السلطة محمود عباس من العاصمة المصرية القاهرة الدعوة إلى حوار مع حماس, وقال إن لجنة فلسطينية مستقلة يجب أن تحقق في انفجار غزة، وهو ما اعتبرته حماس تصريحات "عديمة الجدوى" ومحاولة لصرف الأنظار عما سمته تورط فتح في المجزرة.
واعتبر بيان لحماس أن تصريحات عباس بأن الأحداث ناتجة عن خلافات داخلية في الحركة هي "محاولة للتستر على دور فتح".
واستهجن البيان تركيز وسائل الإعلام على بعض الاعتقالات التي جرت في غزة, ووصف الأرقام التي تم تداولها بهذا الصدد بأنها مبالغ فيها، مشيرا إلى إطلاق سراح معظم المعتقلين.