صواريخ المستوطنين تستهدف قرى فلسطينية بالضفة الغربية

عاطف دغلس-نابلس
وتعاني قرى بورين وعورتا وأودلا ومادما الفلسطينية الواقعة شرق مدينة نابلس منذ فترة ليست بالقصيرة -كان آخرها الخميس الماضي- من صواريخ وقذائف يطلقها مستوطنون إسرائيليون يسكنون في المستوطنات التي تجثم على أراضي هذه القرى، وتصادر ممتلكات مواطنيها منذ عشرات السنين.
وفي حديث للجزيرة نت قال سكرتير مجلس قرية بورين حسين عيد إن المستوطنين بدؤوا مسلسل إطلاق الصواريخ منذ مطلع الشهر الجاري بثلاث رشقات انطلقت من مستوطنة يتسهار جنوب القرية، لافتا إلى أن مدى هذه الصواريخ يصل إلى أربع كيلومترات ما يعني إمكانية وصولها لوسط البلدة.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد -كما يقول عيد- بل تجاوز ذلك إلى نشوء قلق حقيقي لدى المواطنين من احتمال قيام المستوطنين بتزويد صواريخهم بـ"رؤوس متفجرة" من شأنها إحداث إضرار بشرية ومادية كبيرة.

من جهته قال عبد السلام عواد من قرية عورتا شرق نابلس إن صاروخا أطلق قبل أيام على القرية من إحدى المستوطنات القريبة ووقع في منطقة حساسة ومأهولة بالسكان مما سبب حالة من الفزع والخوف لدى الأهالي الذين باتوا يشعرون أن "المستوطنين لم يكتفوا بالاعتداءات المتكررة من إطلاق نار وضرب بالأيدي والهري" بل أضافوا عليها إطلاق الصواريخ.
وقالت سلمى الدبعي الناشطة في المنظمة بمنطقة نابلس إن المستوطنين صعدوا من عمليات إطلاق الصواريخ على منازل المواطنين في عدد من قرى جنوب شرق نابلس، وأكدت أن المواطنين رصدوا عملية سقوط الصواريخ وقاموا بتصويرها.
واتهمت الدبعي قوات الاحتلال الإسرائيلي بالتغطية على جرائم المستوطنين بالمسارعة إلى أماكن سقوط تلك الصواريخ وعدم السماح لأحد من أهالي القرى بالاقتراب منها.
وأوضحت الدبعي في حديثها للجزيرة نت أن القذائف الصاروخية بدأت بطول لا يتجاوز عشرين سنتيمترا ثم وصلت في أيام إلى 120 سنتيمترا، الأمر الذي يدل على أن المستوطنين يعملون على تطويرها وسط مخاوف حقيقية من احتمال وضع رؤوس متفجرة عليها مستقبلا.
وفندت المتحدثة الادعاءات الإسرائيلية باعتقال الفاعلين بالإشارة إلى أنه بعد خمسة أيام من تلك الادعاءات أطلقت صواريخ أخرى على بعض هذه القرى، ودعت إلى تصعيد الأمر عالميا ومطالبة إسرائيل بوقف هذه الجرائم، خاصة "وأن الذين يقومون بمثل هذه الأعمال هم مستوطنون متدينون قلائل بالإمكان ضبطهم ومعاقبتهم على جرائمهم".