صواريخ المستوطنين تستهدف قرى فلسطينية بالضفة الغربية

أراضي المواطنين في قرى شرق نابلس - بورين-، مادما-احرقها المستوطنون قبل شهر تقريبا- الصورة خاصة بالجزيرة نت

أراض تابعة لقريتي بورين ومادما أحرقها المستوطنون قبل شهر (الجزيرة نت-أرشيف)


عاطف دغلس-نابلس
 
يعيش سكان عدد من القرى الفلسطينية بالضفة الغربية حالة رعب وقلق دائمين بعد أن تحولت قراهم إلى هدف لصواريخ يطلقها المستوطنون الإسرائيليون، فضلا عن اعتداءاتهم المتكررة بحق أراضيهم مصادرة وتخريبا وسط تجاهل واضح من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وتعاني قرى بورين وعورتا وأودلا ومادما الفلسطينية الواقعة شرق مدينة نابلس منذ فترة ليست بالقصيرة -كان آخرها الخميس الماضي- من صواريخ وقذائف يطلقها مستوطنون إسرائيليون يسكنون في المستوطنات التي تجثم على أراضي هذه القرى، وتصادر ممتلكات مواطنيها منذ عشرات السنين.

وفي حديث للجزيرة نت قال سكرتير مجلس قرية بورين حسين عيد إن المستوطنين بدؤوا مسلسل إطلاق الصواريخ منذ مطلع الشهر الجاري بثلاث رشقات انطلقت من مستوطنة يتسهار جنوب القرية، لافتا إلى أن مدى هذه الصواريخ يصل إلى أربع كيلومترات ما يعني إمكانية وصولها لوسط البلدة.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد -كما يقول عيد- بل تجاوز ذلك إلى نشوء قلق حقيقي لدى المواطنين من احتمال قيام المستوطنين بتزويد صواريخهم بـ"رؤوس متفجرة" من شأنها إحداث إضرار بشرية ومادية كبيرة.

اعتداءات متواصلة
وبحسب عيد فإن معاناة أهالي بورين لا تقف عند الصواريخ فحسب بل تتعداها إلى مصادرة الأرض وحرق الأشجار والمحاصيل الزراعية التي كان آخرها حرق أكثر من 9500 شجرة زيتون وأشجار أخرى، واعتداءات المستوطنين المتكررة يوميا على رعاة الأغنام والمزارعين وقطعهم للأسلاك التي تزود القرية بالكهرباء، كما حدث الخميس الماضي.
 
وأوضح أن إسرائيل صادرت أكثر من عشرة آلاف دونم من أراضي القرية وأقامت عليها مستوطنتي براخاه ويتسهار منذ ما يزيد على ثلاثين عاما.

مستوطن ملثم وبجانبه جنود إسرائيليون أثناء إحدى الاعتداءات على أراضي قرية بورين (الجزيرة نت)
مستوطن ملثم وبجانبه جنود إسرائيليون أثناء إحدى الاعتداءات على أراضي قرية بورين (الجزيرة نت)

من جهته قال عبد السلام عواد من قرية عورتا شرق نابلس إن صاروخا أطلق قبل أيام على القرية من إحدى المستوطنات القريبة ووقع في منطقة حساسة ومأهولة بالسكان مما سبب حالة من الفزع والخوف لدى الأهالي الذين باتوا يشعرون أن "المستوطنين لم يكتفوا بالاعتداءات المتكررة من إطلاق نار وضرب بالأيدي والهري" بل أضافوا عليها إطلاق الصواريخ.

تصعيد خطير
من جانبها دانت منظمة بتسليم الإسرائيلية لحقوق الإنسان عملية إطلاق الصواريخ على القرى والمناطق الفلسطينية، واعتبرت ذلك سابقة خطيرة لا بد من وقفها.

وقالت سلمى الدبعي الناشطة في المنظمة بمنطقة نابلس إن المستوطنين صعدوا من عمليات إطلاق الصواريخ على منازل المواطنين في عدد من قرى جنوب شرق نابلس، وأكدت أن المواطنين رصدوا عملية سقوط الصواريخ وقاموا بتصويرها.

"
اقرآ
ترحيل الفلسطينيين رؤية إسرائيلية

الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية
"

واتهمت الدبعي قوات الاحتلال الإسرائيلي بالتغطية على جرائم المستوطنين بالمسارعة إلى أماكن سقوط تلك الصواريخ وعدم السماح لأحد من أهالي القرى بالاقتراب منها.

وأوضحت الدبعي في حديثها للجزيرة نت أن القذائف الصاروخية بدأت بطول لا يتجاوز عشرين سنتيمترا ثم وصلت في أيام إلى 120 سنتيمترا، الأمر الذي يدل على أن المستوطنين يعملون على تطويرها وسط مخاوف حقيقية من احتمال وضع رؤوس متفجرة عليها مستقبلا.

وفندت المتحدثة الادعاءات الإسرائيلية باعتقال الفاعلين بالإشارة إلى أنه بعد خمسة أيام من تلك الادعاءات أطلقت صواريخ أخرى على بعض هذه القرى، ودعت إلى تصعيد الأمر عالميا ومطالبة إسرائيل بوقف هذه الجرائم، خاصة "وأن الذين يقومون بمثل هذه الأعمال هم مستوطنون متدينون قلائل بالإمكان ضبطهم ومعاقبتهم على جرائمهم".

المصدر : الجزيرة

إعلان