مطالبات باستقالة براون بعد خسارة العمال انتخابات فرعية

تعالت أصوات مطالبة باستقالة رئيس الوزراء وزعيم حزب العمال البريطاني غوردن براون بعد خسارة الحزب معقلا تقليديا له في انتخابات فرعية لدائرة شرق غلاسكو في مجلس العموم ببرلمان المملكة المتحدة، إثر هزيمة ساحقة على يد مرشح القوميين الأسكتلنديين.
فقد اعتبر زعيم حزب المحافظين المعارض ديفد كاميرون في تصريح إعلامي الجمعة، أن خسارة حزب العمال مقعد شرق مدينة غلاسكو في مجلس العموم وبفارق كبير بالأصوات تشكيك واضح في قيادة براون للحزب والحكومة، مشيرا إلى أن هذه الخسارة تتطلب من العمال التفكير جديا في إجراء انتخابات عامة مبكرة قبل موعدها المقرر عام 2010.
ونقل عن كاميرون قوله بأنه يجب أن تشهد البلاد تغييرا، داعيا براون إلى التفكير جديا في الذهاب إلى انتخابات مبكرة بعد العودة من إجازته الصيفية.
وذكرت مصادر إعلامية أن أعضاء في حزب العمال وصفوا الخسارة الانتخابية بالمهينة وألمحوا إلى ضرورة أن يقدم براون استقالته من زعامة الحزب تمهيدا لخلق بداية سياسية جديدة.

وفي هذا السياق قال غراهام سترينغر -أحد نواب العمال في مجلس العموم البريطاني- إنه يتعين على الحزب أن يثير نقاشا جديا حول قيادته إذا ما أراد الفوز في الانتخابات البرلمانية العامة المقبلة.
أما وزير الدفاع البريطاني ديس براون الذي اعترف بثقل الهزيمة الانتخابية الساحقة في انتخابات أسكتلندا الفرعية، فعزا ذلك إلى أسباب تتعلق بالوضع الاقتصادي المتمثل في الغلاء المعيشي وارتفاع الأسعار.
بيد أن مراقبين محليين اعتبروا أن نتائج الانتخابات الفرعية في شرق غلاسكو تمثل رسالة واضحة لغوردن براون لا تؤكد تراجع شعبيته وحسب بل وتطعن في كفاءته رئيسا للوزراء.
وكان مرشح الحزب القومي الأسكتلندي جون ماسون قد هزم مرشحة حزب العمال مارغريت كوران بفارق كبير وصل إلى 365 صوتا، ليستعيد مقعد شرق غلاسكو الذي يعتبر المقعد الآمن الثالث على مستوى المملكة المتحدة بالنسبة لحزب العمال الذي دأب على تمثيل هذا المقعد منذ خمسين عاماً.
وقد أجريت هذه الانتخابات الفرعية لاختيار بديل عن النائب العمالي الذي استقال لأسباب صحية عن منصبه كنائب في مجلس العموم البريطاني الذي يضم في صفوفه نوابا عن عشر دوائر انتخابية تتبع غلاسكو في أسكتلندا وذلك بحسب التقسيمات الإدارية للمملكة المتحدة.
وأشار محللون سياسيون إلى أن حزب العمال الذي لا يزال يسيطر على مجلس العموم بـ60 مقعدا ولا يشعر بأي تهديد حقيقي في الوقت الراهن، بات مضطرا لمراجعة حساباته لا سيما أن ما جرى في شرق غلاسكو يمثل ثالث انتخابات فرعية يهزم فيها الحزب منذ استلام براون زعامة الحزب ورئاسة الحكومة خلفا لتوني بلير.