ليبيا تقطع النفط عن سويسرا احتجاجا على اعتقال نجل للقذافي

أوقفت ليبيا تزويد سويسرا بالنفط احتجاجا على اعتقال حنبعل نجل الزعيم الليبي معمر القذافي منتصف الشهر في جنيف.
وأوقفت الشرطة السويسرية حنبعل (32 عاما) في فندق فاخر بسويسرا هو وزوجته بتهمة الاعتداء ضربا على خادم مغربي وخادمة تونسية، قبل أن يطلق سراحه بكفالة وتنقل زوجته الحامل إلى المستشفى.
وأعلنت الشركة الليبية للنقل البحري أن إمداد سويسرا بالنفط الليبي توقف إلى حين إغلاق "الملف المفبرك" وتقديم اعتذار عن اعتقال حنبعل, لكن تعليق الإمدادات لن يخص إلا السفن التي تملكها هي.
كما قالت الشركة إن كل السفن التي تحمل بضائع مصنعة في سويسرا ممنوعة من تفريغ حمولاتها في موانئ ليبيا.
" اللجان الثورية دعت لسحب الإيداعات الليبية في بنوك سويسرا واستثناء الشركات السويسرية من التنافس على عقود بليبيا " |
تعاقب نفسها
وقلل رئيس اتحاد النفط السويسري رولف هارتل من تأثير الخطوة الليبية, وقال إن طرابلس لا تفعل أكثر من معاقبة نفسها, لأن بلاده تملك احتياطيا يكفيها أكثر من أربعة أشهر وتستطيع تدبر حاجاتها بسهولة من دول أخرى خلال أيام قليلة.
ونظمت حركة اللجان الثورية -العمود الفقري لنظام القذافي- احتجاجا أمام سفارة سويسرا في طرابلس شارك فيه 200 شخص, ودعت إلى سحب إيداعات البلاد في بنوك سويسرا واستثناء شركاتها من التنافس على عقود في ليبيا إذا لم تعتذر حكومة بيرن, وقالت إنها ستطلب من البرلمان اتخاذ تدابير عقابية قد تشمل قطع العلاقات.
حلحلة الأزمة
وأرسلت سويسرا بعثة دبلوماسية إلى طرابلس لتخفيف التوتر, وعبرت عن قلقها "للإجراءات المقلقة" ضد مواطنين سويسريين ومصالح سويسرا في ليبيا.
وقالت الخارجية السويسرية إن الوزيرة ميشلين كالمي ري أبلغت نظيرها الليبي عبد الرحمن شلقم "باحتجاجها الشديد وقلقها البالغ" لما أسمته "تدابير ثأرية", وأوضحت أنها تريد "تجنب أي تصعيد".
وحسب الخارجية السويسرية التي نصحت مواطنيها بعدم التوجه إلى الأراضي الليبية، أوقفت ليبيا مواطنين سويسرييْن وأمرت شركات سويسرية على أراضيها بالإقفال, واستدعت القائم بأعمالها في بيرن وعلقت منح تأشيرات للمواطنين السويسريين وخفضت الرحلات الجوية بين البلدين.
بدافع العنصرية
وحسب صحيفة سويسرية اتهم حنبعل شرطة جنيف بإساءة معاملته لدى توقيفه, وهو ما نفته الشرطة.
ونشرت صحيفة لوتان السويسرية السبت شهادات الخادم والخادمة المتخفيين خشية الانتقام, وقال أحدهما "ضربت بقطعة حديدية سببت لي ألما كبيرا".
ونقلت الصحيفة عن عائشة ابنة الزعيم الليبي قولها إن تدخل الشرطة كان بدافع العنصرية ضد العرب، وبالتالي "فالعين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم".