تقارب محتمل بين الإسلاميين والاشتراكيين في المغرب


محمد أعماري-الدوحة
أكد الأمين العام الجديد لحزب العدالة والتنمية المغربي المعارض عبد الإله بن كيران أنه من الممكن أن يحدث تقارب مستقبلا بين حزبه وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المشارك في الحكومة الحالية، وهو أكبر الأحزاب اليسارية المغربية.
وقال ابن كيران في حديث هاتفي للجزيرة نت إن هنالك اتصالات بينه وبين أشخاص في الاتحاد الاشتراكي "تثبت أن التوجه العام داخل هذا الحزب يتحول نحو بناء علاقات جيدة مع حزب العدالة والتنمية".
وأضاف "من جهتنا كنا دائما مستعدين للتعاون مع حزب الاتحاد الاشتراكي، خصوصا وأننا نعرف أن الكثيرين من أعضائه وقيادييه لهم مواقف إيجابية من حزبنا، وما دام الأمر كذلك فإن التعاون أو التحالف مع هذا الحزب أمر وارد وسيكون مرغوبا فيه".
صديق الملك
وقد انتخب المؤتمر الوطني السادس لحزب العدالة والتنمية يوم الأحد الماضي ابن كيران خلفا للأمين العام السابق الدكتور سعد الدين العثماني، وهو ما أحدث مفاجأة بعدما كان يتوقع الكثير من المراقبين أن يقود العثماني الحزب في ولاية ثانية.
وجوابا على سؤال حول ما إذا كان حزب العدالة والتنمية لا يخشى المواجهة مع "حركة لكل الديمقراطيين" التي أسسها فؤاد عالي الهمة، وهو أحد أصدقاء الملك محمد السادس وأحد زملاء دراسته، قال ابن كيران "لا نخاف من أن يواجهنا أو يتحدانا أي أحد، وكل من تحدانا سنواجهه بما نستطيع وبما يناسب من التحدي".
وحول إعلان قياديين في هذه الحركة في عدة مناسبات عداءهم للعدالة والتنمية وسعيهم للتقليص من نفوذ الإسلاميين في الساحة السياسية بالمغرب، صرح ابن كيران "هذه الحركة عادتنا للأسف منذ أول يوم وبأسلوب خارج عن اللياقة السياسية، ونحن لا نريد أن نعتبر هذا إعلان حرب، لكننا لن نسكت عن أي استفزاز منهم، وسنواجهه بما نستطيع وبأقل الأضرار الممكنة".
وعن مدى إمكانية تأثر هذا الصراع بصداقة مؤسس هذه الحركة مع الملك، قال الأمين العام للعدالة والتنمية إن "المكانة التي يتمتع بها الملك من الناحية القانونية وكذا الاعتبارية لا تمتد إلى غيره، وقصة صداقة عالي الهمة مع الملك نعرفها جيدا، لكن أصدقاء الملك ليسوا مقدسين، بل هم مواطنون عاديون يسري عليهم ما يسري على غيرهم".
وأضاف "عالي الهمة نزل إلى ميدان السياسة ويجري عليه ما يجري على كل السياسيين، فإن سار معنا في اتجاه إيجابي وبناء، فسنسير معه في الاتجاه نفسه، وإن سار معنا في اتجاه العراك السياسي واستمرت حركته في التهجم علينا فلن ينتظروا منا إلا الرد الحازم".

الأولويات القادمة
وأوضح ابن كيران أن أولويات حزبه في المرحلة المقبلة ستتجه للتركيز على الصف الداخلي كي "يكون الحزب أكثر نجاعة وأكثر انضباطا وجدية" كما سيعمل على الإعداد الجيد للانتخابات المحلية التي ستجرى في 2009.
وعن موضوع التغييرات الدستورية في اتجاه تقليص سلطات الملك وتوسيع صلاحيات الحكومة والبرلمان، التي تبنى المؤتمر وثيقة بشأنها، قال ابن كيران "سنناقش مواقفنا في هذه القضية بروية وحكمة، وسننزل هذه المواقف في وقتها المناسب وبتوافق مع جلالة الملك".
وبخصوص إمكانية مشاركة حزبه في الحكومة بعد الحديث الذي برز منذ أشهر عن إمكانية إجراء تعديل على التشكيلة الحكومية التي يقودها حاليا زعيم حزب الاستقلال عباس الفاسي، يرى القيادي الإسلامي أنه "ليس هناك حديث جاد عن التعديل الحكومي في المغرب، مما يجعل الكلام عن مشاركتنا في الحكومة سابقا لأوانه".
لكنه أضاف قائلا "إذا حدث تعديل وتم تكليف شخصية مناسبة بتشكيل الحكومة، فإننا آنذاك سنناقش أي اقتراح أو دعوة ترد إلينا، ولا تملك الأمانة العامة وحدها البت في هذا الموضوع، بل سنتداول فيه بمجلسنا الوطني (برلمان الحزب)".