الصين وروسيا توقعان اتفاقا لترسيم الحدود الشرقية بينهما

وقعت الصين وروسيا اتفاقا يسوى بشكل نهائي ترسيم الحدود الممتدة بين البلدين لمسافة 4300 كلم والتي كانت ساحة لاشتباكات مسلحة في ذروة الحرب الباردة.
وجرت مراسم التوقيع على البروتوكول الإضافي الخاص بالحدود الشرقية بين البلدين في العاصمة بكين بحضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الصيني يانغ جي تشي.
وقال لافروف في أعقاب انتهاء مراسم التوقيع إن الاتفاق على ترسيم الحدود بين البلدين يثبت قدرتهما على حل جميع المشاكل العالقة بما فيها المعقدة منها، طالما أنها تستند إلى "أساس المساواة والمنفعة المتبادلة".

وكان لافروف التقى أيضا رئيس الوزراء الصيني وين جياباو حيث بحث الطرفان العلاقات الثنائية.
أما نظيره الصيني يانغ فقد أكد أن الاتفاق ينهي الخلاف القائم بين موسكو بشأن الحدود الطويلة بينهما بشكل كامل، لافتا إلى أن المحادثات التي أجراها مع لافروف ركزت على التطور السريع للشراكة الإستراتيجية بين روسيا والصين في السنوات الأخيرة والعمل على تعزيزها إقليميا وعالميا.
وبحسب مصادر إعلامية صينية، ينص البروتوكول الجديد على أن تعيد روسيا جزيرة ينلونغ أو جزيرة تاراباروف ونصف جزيرة هيشياتسي -جزيرة بولشوي يوسوريسكايا- إلى الصين.
وأضافت المصادر نفسها أن هذه المنطقة -التي تبلغ مساحتها 174 كلم2 واستولى عليها الاتحاد السوفياتي السابق عام 1929- تقع عند تلاقي نهري أموري وأوسوري اللذين يشكلان الحدود الطبيعة الفاصلة بين الطرفين.
يشار إلى أن البلدين سبق أن وقعا اتفاقا لترسيم الجزء الشرقي من الحدود عام 1991 أعقبه اتفاق تكميلي عام 2004، في حين جرى التوقيع على اتفاق بشأن الحدود الغربية عام 1994.
" القواعد الأميركية في آسيا وسياسة الزحف الهادئ لاحتواء روسيا |
وشهدت العلاقات الروسية الصينية في عهد الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين تطورا ملحوظا جاء ضمن سياسة موسكو لتقوية علاقاتها الآسيوية -لاسيما مع إيران وكوريا الشمالية- في إطار سعيها لللحد من نفوذ الولايات المتحدة في الشؤون الدولية.
واستكمالا لهذه السياسة أعلم لافروف الاثنين أن بوتين -بصفته رئيسا للوزراء- سيحضر حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في بكين الشهر المقبل ويجري محادثات مع كبار المسؤولين الصينيين.
ومرت العلاقات بين البلدين خلال القرن الماضي بفترات تقلب بين الفتور والدفء، حيث شابت علاقات الصداقة القوية التي جمعت بين الصين والاتحاد السوفياتي في الخمسينيات خصومة وارتياب بعد عقد من الزمن إثر مناوشات على الحدود نتيجة خلافات بشأن مبادئ أيديولوجية.