روسيا تدعم صربيا لطرح استقلال كوسوفو أمام العدل الدولية

أكدت روسيا استعدادها لمساعدة صربيا في الطعن بشرعية استقلال كوسوفو أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، وذلك قبل يوم من محادثات ستجريها الدول الأعضاء في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي حول المسألة نفسها.
وجاء الإعلان الروسي على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف الذي أكد عقب محادثات أجراها الخميس في موسكو مع نظيره الصربي فوك يريميتش دعم بلاده طلب صربيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة لرفع قضية كوسوفو إلى محكمة العدل الدولية.
وأضاف الوزير الروسي أن "الحصول على رأي أعلى هيئة قضائية هو حق ثابت لأي دولة" معتبرا أن أي معارضة لهذه الخطوة ستؤكد أن أصحابها "يستخدمون طرقا غير شرعية" في إشارة إلى بعض الدول الغربية التي اعترفت باستقلال كوسوفو وقد تعارض المبادرة الصربية.
ولفت لافروف النظر إلى أن "روسيا وصربيا قلقتان من محاولات تغيير طبيعة الوجود الدولي في كوسوفو" وذلك عبر المساعي الجارية "لإنشاء بنية تساهم في تشريع كيان جديد أعلن عنه بشكل غير شرعي".
" |
أما الوزير الصربي يريميتش فقد أوضح أن رفع القضية إلى محكمة العدل الدولية يشكل "خطوة دبلوماسية مهمة" على طريق احترام سيادة ووحدة الأراضي الصربية، لافتا النظر إلى أن بلاده ستطرح هذه المسألة أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل. لمواصلة نضالنا من اجل احترام سيادة بلادنا ووحدة أراضيها.
وأعرب يريميتش استعداد بلاده إجراء مفاوضات بشأن "الطبيعة الجديدة للوجود الدولي" في كوسوفو شريطة أن تتوافق مع قرار الأمم المتحدة رقم 1244 ولا تنتهك وحدة وسيادة الأراضي الصربية.
وكانت روسيا –الحليف التقليدي لصربيا- قد عارضت استقلال الإقليم باعتباره "سابقة" قد تؤدي إلى الاعتراف بمناطق انفصالية أخرى في عدد من مناطق العالم مثل أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية في جورجيا.
وتأتي هذه التصريحات الروسية والصربية قبل يوم من اجتماع تعقده الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) الجمعة لبحث العوائق التي تعترض التعاون المأمول بين الدول المعنية في كوسوفو على خلفية النزاع القائم بين قبرص وتركيا.
وكان دبلوماسي أوروبي قد أوضح الأربعاء أن اجتماع بروكسل يأتي في إطار الانفتاح الأخير الذي أبدته تركيا بشأن العديد من القضايا ومنها الأزمة القبرصية في إطار مساعيها الرامية للانضمام للاتحاد الأوروبي، فضلا عن كونها عضوا في الناتو.
ومن المنتظر أن يشارك في هذه المباحثات -التي تضم ثلاثين دولة- كلا من منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا والأمين العام لحلف شمال الأطلسي الهولندي ياب دي هوب شيفر بالإضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة ومنظمة التعاون والأمن الأوروبي.