خيبة أمل عائلات أسرى أردنيين بعد تنفيذ صفقة حزب الله

الأسرى الأربعة أثناء وجودهم في سجن قفقفا - من تقرير/ هل تنهي صفقة حزب الله ملف احتجاز الأسرى الأردنيين الأربعة؟
الأسرى الأربعة بانتظار أن يُفرج عنهم بعد نجاح صفقة أسرى حزب الله (الجزيرة نت-أرشيف)
الأسرى الأربعة بانتظار أن يُفرج عنهم بعد نجاح صفقة أسرى حزب الله (الجزيرة نت-أرشيف)

محمد النجار-عمان

 
لا تخفي عائلات الأسرى الأردنيين الأربعة الذين أفرجت عنهم إسرائيل العام الماضي ويحتجزهم الأردن منذ عام، خيبة أملها لعدم إفراج الحكومة الأردنية عنهم قبل إتمام صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل رغم فرحها بهذه الصفقة.
 
وبموجب اتفاق وقعه الأردن مع إسرائيل في يوليو/ تموز الماضي أفرجت تل أبيب عن الأسرى سلطان العجلوني وسالم وخالد أبو غليون وأمين الصانع، على أن يحتفظ بهم الأردن في أحد سجونه مدة أقصاها 18 شهراً تنتهي فور عقد إسرائيل صفقات تبادل مع أي طرف آخر.
 
وكانت عائلات الأسرى الأربعة ولجنة أهالي الأسرى واللجنة الوطنية للأسرى وأوساط شعبية دعت الحكومة للإفراج عن هؤلاء الأسرى قبل موعد إتمام صفقة التبادل الذي تم اليوم بين حزب الله وإسرائيل، إلا أنها التزمت الصمت عن مصيرهم منذ إعلان الموافقة على هذه الصفقة.
 
يذكر أن الأسرى الأربعة اعتقلوا على دفعتين عام 1990 بعدما نفذوا عمليتين على الحدود الأردنية الفلسطينية قتل خلالهما ضابط وجندي إسرائيليان، ونقلوا العام الماضي لسجن قفقفا (65 كلم شمال عمان).

والدة العجلوني تنتظر نهاية رحلة ابنها
والدة العجلوني تنتظر نهاية رحلة ابنها

فرصة ثمينة

ويرى رئيس لجنة أهالي الأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية صالح العجلوني أن الحكومة الأردنية أضاعت فرصة ثمينة للتأكيد على أن الأسرى الأربعة أفرج عنهم بجهد أردني خالص.
إعلان
 
وقال للجزيرة نت إن انتظار الحكومة إتمام الصفقة بين إسرائيل وحزب الله أظهر أن أي إفراج مقبل عن الأسرى الأربعة على أنه تم ضمن تلك الصفقة.
 
وانتقد الصمت الحكومي عن أي تأكيدات على أن الإفراج عن الأسرى سيتم، أو تحديد موعد لهذا الإفراج.
 
ولا يخفي العجلوني وجود مشاعر من "خيبة الأمل" لدى أهالي الأسرى الذين ترقبوا إطلاق أبنائهم بعد إقرار صفقة تبادل حزب الله وإسرائيل.

صمت مبرر

ويؤكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب محمد أبو هديب أن الحكومة الأردنية تنتظر إتمام الصفقة بين إسرائيل وحزب الله، موضحاً في حديث للجزيرة نت أن الاتفاق الأردني الإسرائيلي بشأن الأسرى الأربعة ينص على أن يفرج عنهم في حال الإفراج عن أسرى تنطبق عليهم ذات المعايير.
 
ووفقا للمعايير الإسرائيلية فإن الأسرى الأربعة وعميد الأسرى العرب سمير القنطار مصنفون على أن "أيديهم ملطخة بالدماء".
 
غير أن أبو هديب اعتبر الصمت الرسمي عن قضية الأسرى الأربعة "غير مفيد"، إلا أنه برره بوجود رئيس الحكومة ووزير الخارجية الأردنيين خارج المملكة.


جدارية لأسرى الأردن في سجون إسرائيل مثبتة أمام مجمع النقابات المهنية في عمان (الجزيرة نت)جدارية لأسرى الأردن في سجون إسرائيل مثبتة أمام مجمع النقابات المهنية في عمان (الجزيرة نت)
جدارية لأسرى الأردن في سجون إسرائيل مثبتة أمام مجمع النقابات المهنية في عمان (الجزيرة نت)جدارية لأسرى الأردن في سجون إسرائيل مثبتة أمام مجمع النقابات المهنية في عمان (الجزيرة نت)

حزن وفرح

وتؤكد زوجة الأسير خالد أبو غليون أن مشاعر من الحزن تنتابها هي وعائلات الأسرى الأربعة في يوم تحرير الأسرى اللبنانيين وعميدهم سمير القنطار، لأنها كانت تتمنى الإفراج عن أسراهم "قبل يوم التبادل مع حزب الله".
 
وبكلمات لا تخلو من المرارة قالت الزوجة للجزيرة نت "عندما تم الإفراج عن الأسرى الأربعة العام الماضي تعاملت معهم حكومتهم كمجرمين فأودعتهم السجن، واليوم تقام الأفراح والمهرجانات للأسرى اللبنانيين الذين يتم التعامل معهم كما يجب كأبطال".
إعلان
 
وتتمنى زوجة الأسير الذي غاب عن زوجته وأولاده 17 عاما أن يكون يوم السبت القادم –موعد إجازته الأسبوعية من السجن- اليوم الأخير له في الأسر على أبعد تقدير.
 
ويعيش الأسرى الأربعة في السجن بظروف مخففة جدا، حيث يسمح لهم باستخدام الهواتف لفترات محددة يوميا، ويمنحون إجازة أسبوعية يقضونها مع عائلاتهم.
 
وبينما تعبر شقيقة أحد الأسرى الأربعة عن فرحتها بعملية التبادل التي تمت اليوم، إلا أنها تشير إلى أن الحسرة والأسى تسكن قلوب آلاف العائلات الفلسطينية التي تنتظر الإفراج عن أبنائها في السجون الإسرائيلية.
 
ويوجد في سجون الاحتلال نحو 28 أسيراً أردنيا و11 ألف أسير فلسطيني أقدمهم سعيد العتبة الذي يكمل نهاية هذا الشهر عامه الثلاثين في السجن الإسرائيلي.
المصدر : الجزيرة

إعلان