تباين مواقف الفلسطينيين بسوريا من نتائج زيارة عباس

afp : Palestinian president Mahmud Abbas (L) meets with Ramadan Abdallah Shalah (C), who heads the radical group Islamic Jihad, and an unidentitfied member of the Jihad

شلح ضمن قادة الفصائل الفلسطينية الذين التقاهم عباس (الفرنسية)

محمد الخضر-دمشق

 
تباينت ردود الشارع والفصائل الفلسطينية في سوريا إزاء نتائج زيارة رئيس السلطة محمود عباس إلى دمشق وامتناعه عن لقاء قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
 
وبينما عبرت شرائح واسعة عن خيبة أملها لعدم التمكن من عقد اللقاء باعتباره يفتح الطريق أمام عودة الوحدة الداخلية، أكدت قيادات في الفصائل الفلسطينية أن الخلاف ليس ثنائيا كما أن ذلك اللقاء لم يكن مخططا أصلا.
 
وذكر الأمين العام لجبهة النضال الشعبي خالد عبد المجيد أن زيارة عباس مهمة بحد ذاتها ومفيدة للعلاقات مع سوريا ومع الفلسطينيين أنفسهم، لكنه أضاف للجزيرة نت أن الامتناع عن اللقاء مع بعض القيادات الفلسطينية -وخاصة مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل- قضى على الآمال التي كانت موضوعة على المحادثات الفلسطينية الداخلية.
 
وأشار إلى أن حالة الانقسام عميقة، لكنه لا يجوز أن تصل هذا الحد من القطيعة بأي حال من الأحوال. وانتقد عبد المجيد التصريحات الصادرة عن بعض مستشاري عباس قبل وأثناء الزيارة، موضحا أنها لم تدفع بالاتجاه الصحيح والإيجابي.
 
ورأى المحلل السياسي جمال عامر أن زيارة عباس فاشلة بالمقاييس الفلسطينية، وقال للجزيرة نت إن الفصائل التي ألتقاها لا مشاكل معها وإنما المشكلة مع حركة حماس التي تجنبها لاستمرار الانقسام.
 
الفيتو الأميركي
وأضاف عامر أن عباس لم يستطع تجاوز الفيتو الأميركي رغم ما سماها زيارته الشكلية لمتابعة قرار دمشق المتعلق بتبني المبادرة اليمنية.
 
ووجد القيادي في حركة فتح/الانتفاضة زياد الصغير في رفض عباس اللقاء بقيادة حماس استمرارا للأزمة، وانتقد إعلانه التمسك بالمفاوضات مع إسرائيل، وقال يجب وقف تلك المفاوضات إن كان راغبا في تطبيق مبادرته لحل الأزمة الداخلية.
 
وأضاف للجزيرة نت "أن تلك المفاوضات لم تعد حقا للفلسطينيين، بل على العكس هناك تنازلات تلو التنازلات"، ولفت إلى أن إلغاء المفاوضات يخلق أرضية جدية لبناء حوار وطني داخلي. وتابع الصغير أن الأزمة الداخلية لم تكن بسبب حماس بل بسبب ممارسات الأجهزة الأمنية.

في المقابل أكدت قيادات فلسطينية أخرى أن زيارة عباس تركزت على جانبين هما التباحث مع القيادة السورية ولقاء الفصائل.

 
التنسيق
ورأى عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد للجزيرة نت أنه تم الاتفاق على التنسيق فيما يتصل بالمفاوضات بحيث تكون هناك إمكانية تبادل المعلومات، مضيفا أنه تبقى الترجمات العملية للاتفاق.
 
ولكن فؤاد يرى أن الأمور لم تكن كذلك فلسطينيا حيث لم يتحقق الهدف المرجو بعقد لقاء وطني يشمل الجميع بما فيها حماس، وأضاف "نحن لا نؤمن بالحل الثنائي للمشكلة، لكن لقاء مع قيادة حماس كان من المحتمل أن يرطب الأجواء ويكسر الحاجز"، وحث على أن لا تتأخر اللجنة الثلاثية التي ستمهد لعقد لقاءات فلسطينية داخلية تمهيدا للحوار الشامل.
 
وذهبت الجبهة الديمقراطية إلى أن الزيارة حققت أهدافها، مؤكدة أن اللقاء مع حماس لم يكن مدرجا أساسا.
 
وقال المسؤول الإعلامي في الجبهة رشيد قويدر إن اللقاءات الثنائية أثبتت إخفاقها، وهكذا كان الأمر في اتفاق القاهرة ومكة. ورأى أن سوريا قادرة في المرحلة المقبلة ومهيأة لأداء دور كبير في الموضوع الفلسطيني عبر علاقاتها الجيدة مع الجميع.
 
والتقى عباس خلال زيارته دمشق وفودا من الجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين والجبهة الشعبية القيادة العامة وحركة الجهاد الإسلامي ومنظمة الصاعقة، في حين لم يلتق حماس ولا فتح/الانتفاضة المنشقة عن حركة فتح منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي.
إعلان
المصدر : الجزيرة

إعلان