واقع معابر غزة يبدد آمال الغزيين بثمار التهدئة

أحمد فياض-غزة
رغم دخولها الأسبوع الرابع، لا يبدو أن التهدئة حققت توقعات الغزيين في ظل استمرار القيود على المعابر ومعاودة إغلاقها بين الحين والآخر، مما بدد آمالهم بتغيير واقع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ ما قبل سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عليه في يونيو/ حزيران 2007.
وعن هذا الحال، أكد مدير العلاقات العامة بالغرفة التجارية الفلسطينية بغزة أن سقف التوقعات بدخول أنواع أخرى من البضائع عن طريق المعابر بدأ بالتراجع، ولم يطرأ أي جديد على حالها سوى إدخال مائتي طن إسمنت يوميا من أصل ثلاثة آلاف يحتاجها القطاع بشكل يومي.
وشدد ماهر تيسير الطباع على عدم وجود أي إمكانية لفك الحصار ودخول كافة البضائع التي يحتاجها القطاع دون تشغيل معبر "المنطار" شرق القطاع على مدار الساعة وبكامل طاقته التشغيلية، موضحا أن المعبر يعمل حاليا لإدخال الحبوب فقط (القمح والشعير وأعلاف الحيوانات).
وأوضح أن عدد الأصناف التي ترد إلى القطاع منذ فرض الحصار الإسرائيلي لا يتجاوز عشرين صنفا من المواد الغذائية الأساسية جدا والمستلزمات الطبية مقابل ما يزيد على تسعة آلاف صنف كانت ترد عبر المعابر المختلفة قبل فرض الحصار.

بضائع عالقة
وقال الطباع الذي أعد تقريرا استعرض فيه حال المعابر بعد التهدئة "إن هناك أجواء من التفاؤل سادت أوساط المستوردين ورجال الأعمال بعد إعلان التهدئة لإدخال بضائعهم العالقة في مخازن الموانئ إلى قطاع غزة وذلك لإيقاف نزف الخسائر التي تكبدوها منذ فرض الحصار".
وأضاف "بدأ المستهلك الفلسطيني الذي يعاني من الارتفاع الحاد في الأسعار نتيجة نقص البضائع المعروضة في الأسواق المحلية يشعر بالفرحة والأمل في انفراج قريب يساهم في عودة الأسعار إلى طبيعتها، إلا أن هذه الآمال تبددت بسبب واقع المعابر".
وأشار الطباع إلى أن معبر "صوفا" الذي يقع جنوب القطاع غير معد لاستقبال البضائع وكان يستخدم سابقا لدخول مواد البناء فقط ويستوعب من سبعين إلى مائة شاحنة يوميا بحد أقصى, لافتا إلى أن حاجة القطاع اليومية من 150 إلى مائتي شاحنة لتلبية الاحتياجات الأساسية من المواد الغذائية والإنسانية وحدها.
آلية بطيئة
واعتبر مدير العلاقات العامة بالغرفة التجارية في حديثه للجزيرة نت أن الآلية المستخدمة لدخول البضائع بطيئة جدا وتعتمد على تفريغ البضائع الواردة ساعات الصباح في ساحة المعبر، ومن ثم يتم في ساعات ما بعد الظهر عودة الشاحنات الإسرائيلية إلى إسرائيل ثم تغلق بوابة المعبر ويبدأ التجار الفلسطينيون بتحميل بضائعهم على سيارات النقل المحلية.
وأوضح أن التجار الفلسطينيين يبذلون كل ما في وسعهم عند المعبر لإنقاذ الأغذية والفواكه والبضائع الأخرى التي تتعرض لتلف بالغ بسبب سوء النقل والتفريغ والتحميل، وذلك لأن منطقة المعبر وباحته غير معدة أو مجهزة لتفريغ البضائع.
وأكد الطباع أن القطاع يحتاج لمرور خمسمائة شاحنة يوميا لمدة ثلاثة شهور متواصلة لتغطية عجز البضائع الموجودة بالأسواق، وحينها فقط سيشعر المواطن الفلسطيني بنتائج فك الحصار.
وشدد على ضرورة وضع آلية لدخول الحاويات لنقل العديد من البضائع التي لا توجد إمكانية لدخولها إلا عن طريق الحاويات، مثل الرخام والغرانيت والزجاج والماكينات والمعدات والسجاد والموكيت والأثاث وبروفيل الألمنيوم والحديد.
وأوضح الطباع أن التوقعات تشير إلى أن الوضع سيزداد تعقيدا وتدهورا خصوصا مع بدء العام الدراسي الجديد وحلول رمضان المبارك وعيد الفطر، حيث أن تلك المناسبات تتطلب دخول كميات هائلة من البضائع لتغطية الاحتياجات الموسمية المتزايدة.